الخميس، 19 مارس 2015

التليفزيون، والألعاب الالكترونية يسرقان طفلي..فكيف أنقذه؟! -بقلم:الطيب أديب





 خطوة (11 )

    التليفزيون، والألعاب الالكترونية يسرقان طفلي..فكيف أنقذه؟!

                                بقلم:الطيب أديب

                           ****************

مع تنامي المد الإعلامي في ظل انشغال الآباء عن الأبناء ، أصبح الصغار يقضون وقتاً طويلاً  أمام التليفزيون والكمبيوتر والانترنت ،وارتفعت صرخات الآباء والمربين في مختلف أرجاء العالم تطالب بوضع حد أمام تنامي الطوفان الإعلامي ، الذي يسرق أطفال العصر من آبائهم  .

طفلي والتليفزيون :

لا يخلو بيت من بيوتنا من وجود جهاز تليفزيون مفتوح صباح مساء ، وكثير ما نجد الطفل يمسك " بالريموت" يقلب القنوات التي لا حصر لها يبحث عن أفلام " الكارتون " أو الأغاني الراقصة أو برامج و ألعاب مختلفة يتابعها في وجود الأب والأم أو في غيابهما، ودون توجيه منهما للطفل لاعتقادهما بأن الطفل يسلي نفسه ويكتشف العالم حوله في حين أثبتت الدراسات والتجارب في الغرب نفسه أن التليفزيون يمثل خطورة بالغة على الصغار خاصة الشريحة العمرية من سنتين إلى خمس سنوات، وهي الفئة العمرية التي تحتاج لوقت أطول للتواصل مع أفراد الأسرة لتنمية مهاراتها من خلال اللعب والحوار  في حين أن التليفزيون لا يحقق ذلك بل يجعلهم في حالة لا وعى ، لأن الطفل في هذه السن لا يفهم ولا يتذكر ما يشاهده ، ويطلقون على هؤلاء الأطفال في الغرب ( موتى التليفزيون الأحياء ) كما أن التليفزيون يمنع الأطفال في مرحلة الطفولة المتأخرة من القراءة ويسرقهم من الكتاب ، وأثبتت التجارب أن أطفال المدارس الذين يقضون وقتاً أطول أمام التليفزيون ينخفض تحصيلهم الدراسي والعكس .
* مشاهدة التليفزيون تمنع الأسرة من تبادل الحوار والتفاعل بين الآباء والأبناء
*ينصح خبراء التربية ، الآباء بإبعاد الصغارعن التليفزيون  ،أو الاكتفاء بمشاهدته لمدة ساعة في اليوم فقط ، لتجنب أضراره و حتى لا يصبح جهاز تنويم مغناطيسي ومخدر للأطفال الذين هم في حاجة للحوار مع آبائهم واللعب والقراءة وتفتح الذهن .

 طفلي و الألعاب الإلكترونية :

 ارتفعت الصيحات العالمية المحذرة من خطورة الألعاب الإلكترونية التي انتشرت كانتشار النار في الهشيم ، إذ يفرط الأطفال في التعاطي مع هذه الألعاب الإلكترونية ، التي تغرس في الصغار القيم والمبادئ الشاذة  ، وتفقدهم الانتماء وتعلمهم الإرهاب والجنس والجريمة ، خاصة تلك الألعاب ( play station) ، ورغم تحذيرات - أصحاب الضمير الحي - في بلاد الغرب من خطورة هذه الألعاب على الأطفال ، إلا أن أصحاب الشركات المنتجة لها ،لاهم لهم إلا جني الأرباح المادية والحرص على تحقيق الأهداف التي من أجلها تم تصنيع هذه ألألعاب وتصديرها بأرخص ألأسعار للدول العربية و الإسلامية ، ومن خطورتها أنها تجعل الطفل يميل إلى العنف والانطوائية وفقدان التواصل مع الآخرين ،وهناك برامج  صممت خصيصا كبرامج تسلية للأطفال لكنها في حقيقتها تعلمهم ممارسة فنون الجريمة وصناعة الدعا رة ، وقيادة العصابات وكافة أنواع الإرهاب  .

وعلى الرغم من تخوف أكثر من دولة أجنبية من هذه اللعب ومنعها وحظر دخولها أراضيها ، إلا أنها منتشرة في عدد غير قليل من البلاد العربية والإسلامية .
 * كما أن جلوس الطفل طويلاً لممارسة الألعاب الالكترونية يجعله عرضة للإصابة بتصلب الرقبة والذراعين والعمود الفقري وضعف البصر.

 ما الحـــــــــل ؟

1- فرض رقابة جيدة على ما يتم دخوله لبلادنا من هذه الألعاب ومقاطعة هذه الشركات المشبوهة ومحاسبة المتعاملين معها في بلادنا .
2- أن يقوم أصحاب الضمير الحي من أصحاب رؤوس الأموال ، وخبراء برامج الكمبيوتر، والكتاب والتربويين بالتعاون من  أجل تصميم برامج وألعاب مفيدة لأطفالنا تناسب سنهم وتغرس فيهم حب التعليم والثقافات التي تناسب مجتمعنا .
3- أن يحث الآباء أطفالهم  بعدم الإفراط في الجلوس أمام الكمبيوتر ، وتحديد وقت معين لا يزيد عن الساعة يومياً ، مع تحديد فترات زمنية يستريح الطفل خلالها من أمام الجهاز إلى مكان آخر.
4- ينبغي أن تكون إضاءة الحجرة أقوى من إضاءة الشاشة مع استخدام فلتر لشاشة الكمبيوتر ومراعاة تنظيف الشاشة باستمرار .

طفلي والانترنت :

مع تنامي طوفان العولمة ، وتقدم وسائل الاتصال الحديث  ،أصبح استخدام الانترنت ضرورة لا مفر منها ، وبإمكاننا استثمار هذه الوسيلة المريحة في التواصل مع الآخرين والاستفادة من ثورة المعلومات المتاحة عبر هذه الشبكة العنكبوتية ، ولكن ينبغي أن نتعامل معها بحذر وأن ندرب أطفالنا وننصحهم بكيفية التعامل مع الانترنت الذي بدأت دول العالم المتقدم تتخوف من سلبياته بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية نفسها ، ومؤخراً أصدر خبراء التربية والتعليم الأمريكان نصائح عديدة لأولياء الأمور ومنها :
* نبه أبناءك إلى ضرورة عدم التحدث إلى الغرباء على شبكة الانترنت ، لأن بعض الغرباء يتصف بالوقاحة والخبث والإجرام أحياناً .
*علم أبناءك ألا يعطوا للغرباء أي معلومات شخصية مثل الاسم والعنوان ورقم الهاتف والعمر ودخل الأسرة ، وألا يستخدموا بطاقات الائتمان على شبكة الانترنت من دون طلب الإذن المسبق لذلك  .
*علم أبناءك أن يحفظوا كلمة السر وألا يكشفوا عنها لأحد وان كان صديقا لهم .
 *انصح أبناءك ألا يردوا على رسائل تشعرهم بعدم الراحة ، وأن يتجاهلوا مرسلها وأن يخبروك فورا بما حدث .
 *انصح أبناءك ألا يستخدموا ألفاظا خادشة أو رسائل بغيضة الى الآخرين عبر الانترنت .
 * أخبر أبناءك أن ليس كل من يتعرفوا عليه من خلال الانترنت صادق في المعلومات التي يقدمها .

 =========================



صفحات من كتابي: (طفلي –خطوة خطوة- من ميلاده حتى بلوغه) طبعه ثانية -صدرت عن دار المعرفة للنشر- القاهرة 2012م.وصدرت طبعته الأولى بعنوان: (طفلي - يوم بيوم- من ميلاده حتى بلوغه) عن دار اليقين للنشر- العام 2009م.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق