الأربعاء، 18 مارس 2015

طفلي أصبـح تلميذاً..فكيف أشجعه ؟-الطيب أديب






خطوة( 6 ):
طفلي أصبـح تلميذاً..فكيف أشجعه ؟
بقلم :الطيب أديب
                             ================

عندما يبلغ الطفل عامين أو ثلاثة تكون قدراته الإدراكية قد نمت وبالتالي يستطيع القيام بعدة أنشطة معينة واكتساب قدرات لغوية ليعبر عن احتياجاته ، وعلى الأم أن تجد مكاناً قريباً من المنزل لتلحقه بأقرب حضانة ، وأن تكون الحضانة مجهزة بوسائل رعاية الأطفال ، وأن تحتوي على عدد كاف من المشرفات لمزيد من الاهتمام بالأطفال وحسن رعايتهم ، وعلى الأم ألا تحاول تعليم الطفل القراءة والكتابة قبل معلمته حتى لا يفاجأ الطفل بأسلوب معلمته فيرتبك ذهنياً ويقع في حيرة  أي الطريقتين يتبع  ؟
    وعلى الأم أن تراعي الآتي : 
1 - حاولي أن تعودي طفلك على الاختلاط بطفلين أو ثلاثة قبل ذهابه للحضانة أو الروضة ليتعود التأقلم مع الغرباء .
2- عودي طفلك  على تحمل المسئولية واسندي إليه بعض الأعمال الصغيرة التي لا تفوق طاقته وعند قيامه بها امتدحي تصرفه وشجعيه لتغرسي فيه الثقة بالنفس .
3- عوديه على الاستيقاظ في موعد مناسب وتناول إفطاره ، ويفضل كوب لبن أو كوب عصير فاكهة أو ساندويتش من المربي أو الزبدة .
4- عودي طفلك إعداد حقيبته بنفسه بعد أيام من إعدادها له على ألا تكون الحقيبة من النوع الثقيل أو سريع التلف .
5- إذا التحق الطفل بالروضة بعد سن الثالثة يكون قد امتلك قدراً محدوداً من لغة الأم بمفرداتها وتراكيبها وهنا على المربي تنمية مفردات وتراكيب الجمل وتصحيحها وأن يعتمد المربي على استثارة ميول الأطفال ورغبتهم في حب الاستماع إلى القصص والحكايات وتشجيعهم على التعبير الكلامي خلال ممارسة الأنشطة والأناشيد .
6- كثير من المربيات في رياض الأطفال يقمن بتعليم الأطفال القراءة والكتابة بطريقة منهجية مما يرهق الأطفال ويكرههم في العملية التعليمية  ،  ومن الأفضل  للمربيات السماح للطفل في هذه المرحلة باللعب  والشخبطة وتشكيل الخامات وتصوير الأشكال بالقص واللصق لتنمية حواس الطفل وإشباع حاجاته المعرفية وإعداده جيداً للتعليم المنهجي الذي سيتلقاه في المدرسة الابتدائية بعد سنوات قليلة .
7- تحرص كثير من الأمهات بإلحاق أطفالهن برياض الأطفال التي تتبع أساليب التعليم باللغة الأجنبية بدافع التباهي والسعادة لقدرة أطفالهم على التحدث باللغة الأجنبية في سن صغيرة ،وهنا ينصح خبراء التربية وعلماء النفس بتجنب تعليم الأطفال اللغات الأجنبية في مدارس رياض الأطفال لأنها تأتي بمردود سلبي على عقلية الطفل وتكرهه في لغته العربية وتحرمه من اكتساب مفردات لغوية جديدة .ويفضل تعليمه اللغات الأجنبية في نهاية المرحلة الابتدائية أو بداية المرحلة الإعدادية . وقد حرص المسلمون منذ عصر صدر الإسلام وبعده على تعليم الصبيان اللغات الأجنبية ، وقد روى أبو داود و الترمذي والإمام أحمد أن النبي  صلى الله عليه وسلم قال لزيد بن ثابت رضي الله عنه : ( يا زيد ، تعلم لي كتاب اليهود ، فإني والله ما آمن من يهود على كتابي " قال فتعلمته فما مضى لي نصف شهر حتى حذقته ، فكنت أكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم  إذا كتب وأقرأ كتابهم إذا كتبوا إليه ) .
وروى أبو داود والترمذي والإمام أحمد أيضا عن زيد قال لي : رسول الله- صلى الله عليه وسلم - :( أتحسن السريانية ؟ فإنها تأتيني كتب ؟" قلت : لا .." فتعلمها " فتعلمتها في سبعة عشرة يوما .)
تعليم البنت ضرورة :
ينبغي على الآباء تعليم البنات مثل الأولاد لحق البنت في التعليم النافع لها ولمجتمعها، وروى الترمذي وأبوداود أن النبي  -صلى الله عليه وسلم- قال :( من كان له ثلاث بنات أو ثلاث أخوات أو بنتان أو أختان فأدبهن وأحسن اليهن وزوجهن فله الجنة ) .
وقد وصلت المرأة في العصر الإسلامي إلى أعلى درجات العلم والثقافة وأصبحت شاعرة وكاتبة وطبيبة وراوية حديث، والتاريخ الإسلامي مليء بالنماذج الطيبة للنساء المتعلمات .
المدارس المختلطة :
أدرك المسلمون قبل غيرهم خطورة المدارس المختلطة التي يتلقى فيها الطلاب ( بنين وبنات ) التعليم ونصحوا القائمين على هذه المدارس وأولياء الأمور بفصل مدارس الذكور عن مدارس الإناث حتى نحفظ للأنثى عرضها وشرفها ونصونها من التعرض للمضايقات التي نشاهدها اليوم حيث صارت التلميذات الصغيرات يخرجن مع زملائهن يتسكعن في الشوارع والأماكن العامة والخاصة . بل إن بعض المراهقات يجالسن الصبيان والشباب في المقاهي ويدخن السجائر والشيشة بلا استحياء أمام المارة ولا يمر يوم إلا وتعلن صفحات الحوادث في الصحف عن هروب فتاة مع عشيقها وانتشار حالات شاذة من الزيجات كزواج الكاسيت وزواج الوشم وزواج الدم وغيرها من هذه العلاقات الشاذة التي نهى عنها الشرع والعرف .
الغرب يصرخ من الاختلاط  :
وقد أدرك الغرب المتقدم خطورة ظاهرة المدارس المختلطة في التعليم الأولى والثانوي والجامعي بعد تزايد حالات حمل الطالبات المراهقات في المدارس ، خاصة في فرنسا وبريطانيا التي زادت فيها نسبة حمل المراهقات بصورة مخيفة وكذلك في الولايات المتحدة الأمريكية التي تنبهت لخطورة المدارس المختلطة مؤخراً  وصرخ رئيسها السابق جورج بوش مطالباً بفصل مدارس الذكور عن مدارس الإناث بعد كثرة حالات الحمل وزيادة عدد الأطفال مجهولي النسب .

وتعرض المراهقات للاغتصاب من الطلاب المراهقين ، وأطلق خبراء التعليم وأولياء الأمور صرخاتهم وخرجوا عن صمتهم  بعد إهمال أولادهم وبناتهم للتعليم واستغراقهم وقت طويل في التفكير في الممارسات الجنسية ،  ولولا تنبه الغرب وصراخه من مشكلة الاختلاط في المدارس ومناداته بفصل مدارس الطلاب عن الطالبات ، لارتفعت الصيحات في بلادنا تكيل التهم لكل من يطالب بفصل مدارس الطلاب عن الطالبات وتنعته بالرجعية والتخلف وتطالبه بالاقتداء بالنموذج البريطاني والفرنسي والأمريكي ولله في خلقه شئون .
======================== 
من كتابي: (طفلي –خطوة خطوة- من ميلاده حتى بلوغه( - طبعه ثانية -صدرت عن دار المعرفة للنسر- القاهرة 2012م.وصدرت طبعته الأولى بعنوان (طفلي -يوم بيوم-من ميلاده حتى بلوغه ) عن دار اليقين للنشر- العام 2009م.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق