الاثنين، 9 مارس 2015

صرخة في وجه العالم المتحضِّر·· من ينقذ أطفال العالم؟!





صرخة في وجه العالم المتحضِّر·· من ينقذ أطفال العالم؟!
بقلم: الطيب أديب
=====================
الأطفال هذا العالم البريء بإمكاننا أن نجعل منهم العالم والمفكر والمبدع، أو نصنع منهم لصوصاً وشذاذ آفاق، فرغم أن كل الرسالات السماوية والقوانين الوضعية أوصت برعايتهم وحسن تربيتهم وتوجيههم توجيهاً صحيحاً ليكونوا لبنة صالحة للمستقبل، إلا أن التغيرات المادية البحتة وانهيار الأخلاق والقيم التي اجتاحت العالم هذا العصر العجيب، دفعت بالأطفال إلى هاوية التشرد والعبودية والإباحية بعيداً عن عالمهم الطاهر البريء·
وتذكر الإحصاءات الدولية أن هناك 130 مليون طفل في العالم من دون تعليم، و100 مليون طفل يعملون في ظروف خطيرة، و13 مليون طفل يموتون بسبب سوء التغذية والأمراض، ومليون طفل أجبروا على العمل في الدعارة، وما يقرب من 300 ألف يحاربون في الجيوش النظامية والجماعات المسلحة·
 أعمال شاقة:
رغم أن قوانين العمل تمنع تشغيل الأطفال في أي أعمال، إلا أن كثيراً من دول العالم تخالف ذلك، وقد بلغ عدد الأطفال الذين يعملون في أعمال شاقة نحو 100 مليون طفل ما بين الخامسة والرابعة عشرة، منهم 32% في أفريقيا، و61% في آسيا، ونصفهم يعمل يوماً كاملاً، وبعضهم يعمل ما بين 12:15 ساعة يومياً·
وحددت الاتفاقية رقم 138 التي تبنتها منظمة العمل الدولية الحد الأدنى لعمل الطفل 15 عاماً، أو 18 عاماً للأعمال الخطيرة، واختلفت بعض الدول في تحديد العمر فجعلته من 17 ـ 18 عاماً، كما في الولايات المتحدة الأميركية وبوليفيا وكندا، وحددته مصر والسنغال وبعض الدول 12 عاماً·
ويعمل الأطفال في مجالات كثيرة، فأطفال لوكسمبورج يعملون في الجزارات، وأطفال ساحل العاج يعملون في التعدين، وفي المكسيك يعملون في صناعة الأحماض، وفي تايلاند يعملون في الملاهي الليلية، أما أطفال الهند فيعملون في أعمال شاقة وخطيرة، كأعمال المتفجرات، وصناعة الزجاج، وهنا نحو 50 ألف طفل يعملون في أفران الزجاج المرتفعة الحرارة·
أطفال الحروب:
يوجد أكثر من 300 ألف طفل تحت سن 18 عاماً يجندون في الجيوش كمحاربين أو كجواسيس أو يستخدمون للكشف عن الألغام، وخلال السنوات العشر الماضية، قتل ملايين الأطفال في الحروب وبسبب سوء التغذية والأمراض الخطيرة كما حدث في سيراليون، والسودان، والعراق وغيرها·
 شبكات الدعارة:
من أبشع الجرائم التي ترتكب في حق الأطفال انتهاك كرامتهم وإذلالهم جسدياً بالاعتداء عليهم جنسياً، وقد تزايدت ظاهرة استغلال الأطفال جسدياً في أعمال الدعارة وبخاصة في جنوب شرق آسيا، وأميركا اللاتينية، وأفريقيا، وأوروبا، وأميركا الشمالية، ففي كندا نحو من 300 ألف طفل دون الثامنة يعملون في شبكات الدعارة، وفي مدينة "كالجاري" الكندية تمتلئ الشوارع بأعداد غفيرة من الأطفال والمراهقين، وفي الفترة ما بين 1992م: 1994م، قامت الشرطة الكندية بالقبض على مئات القواد واعتقلتهم في محاولة للقضاء على هذه الظاهرة·
أما أطفال الشمال الأميركي، كما تذكر التقارير الأمنية والأبحاث الاجتماعية، فيدخلون عالم الدعاة تحت إلحاح وضغوط من قبل القوادين، فهناك أكثر من 500 ألف طفل هاربون من أسرهم تعرضوا لاعتداءات جسدية وجنسية في بيوتهم، أما الأعمال الإباحية التي يدفعون إليها من قبل القوادين، فتتمثل في تصوير الأفلام الإباحية، ونادي العراة، وسد حاجات السياح، ونظراً لانتشار الظاهرة وكثرة الأرباح التي تسببها، فقد زاد عدد الذين يعملون في هذا المجال، وصارت مناطق الريف الأميركي مرتعاً خصباً لهؤلاء السماسرة·
وقد أعلنت منظمة "اليونسيف"أن نحواً من مليون طفل في العالم يقعون ضحايا لسياحة الجنس والدعارة المنظمة التي تديرها شبكات دعارة عالمية، والتي لها صلة بالسياحة، وتم تداول أكثر من 250 مليون نسخة من أفلام دعارة الأطفال في العام 1990م، ودخلت شبكات الإننرنت في السوق لكونها وسيلة سهلة للحصول على الصور والإعلان عن تجارة الأطفال جنسياً، وفي تقرير أعده الإنتربول في السوق لكونها وسيلة سهلة للحصول على الصور والإعلان عن تجارة الأطفال جنسياً، وفي تقرير أعده الإنتربول جاء فيه أن ألمانيا هي المنتج الرئيس لأفلام الفيديو التي تصور دعارة الأطفال، وأن بلاد شمال أوروبا وبريطانيا والولايات المتحدة، هي أكثر المراكز لترويج وتوزيع هذه التجارة التي تفوق أرباحها مليار دولار سنوياً
 عواقب وخيمة:
إن إلحاق الأطفال بالأعمال الشاقة والخطيرة والزج بهم في ساحات القتال ودفعهم إلى ممارسة الرذيلة والمتاجرة بأجسادهم نظير الأرباح، ينذر بعواقب وخيمة على العالم كله، لأن هؤلاء الصغار هم مستقبل هذا العالم، فإن لم تتكاتف الجهود الدولية لإنقاذ الأطفال الأبرياء من هذا الجحيم الذي يعيشونه سيكون مصير البشرية مظلماً، ويحل الدمار على العالم كله!!·
=======================
نشر في  مجلة الوعي الإسلامي -الكويت- العدد رقم:447.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق