الأربعاء، 15 أبريل 2015

"حديقة المدرسة"-قصة للأطفال-تأليف: الطيب أديب



 "حديقة المدرسة"-قصة للأطفال


تأليف: الطيب أديب


                          ***********


أمام منزل صديقنا سالم مساحة واسعة من الأرض الفضاء ، سالم وإخوته يعشقون الأشجار ، ويعرفون أنواعها وفوائدها ، ويوفرون من مصروفهم لشراء ما يفيدهم .. اتفقوا فيما بينهم .. فأقبل سالم على ( مشتل الأشجار ) فاشترى بعضاً منها . وراحوا يجهزون الأرض ويغرسون الشتلات الصغيرة .

رجع والدهم من عمله ففرح فرحاً شديداً وسألهم : هل عرفتم فوائد الأشجار ؟ قال سالم : نعم يا أبتي ، الأشجار تمنع التلوث وتساعد على صفاء الجو .

 قال حازم : وتساعدنا على استنشاق الأكسجين النقي ، ونستظل بها من حرارة الشمس .

 قالت زينب : وتقبل عليها الطيور الجميلة فتشرح الصدور وتبهج النفوس .! في اليوم التالي رجع والدهم وهو يحمل معه أشجاراً كثيرة وساعدهم في توصيل المياه لحديقتهم الجديدة .

 تعاون الأصدقاء في تنسيقها ورشها بالماء حتى كبرت أشجارها فأقبلت الطيور الملونة الصداحة تغني فوق فروعها الفينانة فتميل لها القلوب وتطرب لها النفوس .!

 ذاع خبر "حديقة سالم" الجميلة في المدرسة ، وفي طابور الصباح هنأ مدير المدرسة الأصدقاء على فكرتهم الجميلة ومجهودهم العظيم ، ودعا زملاءهم لزيارة الحديقة ، وفي اليوم التالي عرض الأصدقاء على مدير المدرسة تنفيذ الفكرة في فناء مدرستهم .

 فرح المدير ورحب بالفكرة ، ووفر لهم الأشجار وكل ما يطلبونه .. واشترك كثير من زملائهم في تشجير المدرسة التي بدت خضراء جميلة تسر الناظرين ، وأقامت المدرسة احتفالا كبيرا كرمت فيه الأصدقاء وشكرتهم على عملهم النبيل.
=================

صدر ت مصورة في كتيب ضمن مجموعة القراءة المفيدة- دار روان -القاهرة 2004م.

الأربعاء، 1 أبريل 2015

عبد الرحمن الداخل .."صقر قريش" بقلم: الطيب أديب



من أبطال الإسلام:

عبد الرحمن الداخل .."صقر قريش"
بقلم: الطيب أديب

**********

تدهورت أحوال دولة بني أمية بعد موت آخر خلفائها العظام ، هشام بن عبد الملك ، الذي حكمها بالعدل والحكمة ورفع راية الجهاد وحافظ على ملك أجداده ، الذي امتد من حدود بلاد الصين شرقا حتى الأندلس غرباً ، وخلف هشام بن عبد الملك جيل من الأمراء أهملوا شئون الجيش وقاتل بعضهم بعضا ودبت الفتن وكثرت الخلافات فانهارت الدولة ، وزحف رجال بني العباس فأسسوا دولة جديدة ورفعوا رايتهم على  "مرو" سنة 132هـ واتخذوا من بغداد عاصمة لخلافتهم العباسية .

وقام العباسيون بقتل كل من بقي عل قيد الحياة من بني أمية ، أما عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك الذي ولد سنة 113هـ ، فاستخفى عن عيون بني العباس في بلدة صغيرة على نهر الفرات ، ولكن عيون بني العباس لحقته فطاردته خيولهم ، فأسرع هو وأخيه فنزلا في نهر الفرات وظلا يسبحان فيه، غير أن أخاه أعياه التعب فرجع للشاطئ فتلقفته جنود العباسيين وقطعوا رأسه على مرأى من أخيه عبد الرحمن الذي أسرع فعبر النهر وتخفى عن أعين بني العباس، واستطاع أن يجتاز بلاد الشام مخترقا فلسطين ومصر وبرقة .وهناك تنفس الصعداء لأول مرة ، ونزل عند أخواله بني " نفزة " من برابرة طرابلس وأقام عندهم عبد الرحمن مدة طويلة يتحين الفرص وبينما هو كذلك ، أرسلت إليه أخته " أم الإصبع " مولياه بدر وسالم يحملان معهما بعض المال والجواهر لتعينه على استكمال مهمته، فرحل معهما حتى وصل للمغرب الأقصى،وأقام فترة عند أحد شيوخ البربر، حتى نجا من مطاردة " عبد الرحمن بن حبيب " والي أفريقية من قبل العباسيين .

وظل عبد الرحمن يتحين الفرص للوصول إلى الأندلس التي مزقتها الفتن والحروب بين طوائفها المتناحرة على الملك ، وكانت الأندلس لا تزال تابعة للخلافة الأموية ، فأرسل مولاه بدرا إلى الأندلس في أواخر سنة 136هـ /753م ليستطلع له الأمر ولينشر دعوته بين أنصار بني أمية، فنزل بدر ساحل  "البيرة" وهناك رحب أنصار بني أمية بدعوة عبد الرحمن، وأرسلوا سفنهم إلى الشاطئ الآخر لتنقل عبد الرحمن من المغرب إلى جنوب الأندلس التي مزقتها الفتن، وما أن وصل عبد الرحمن الداخل إلى المنكب جنوب الأندلس حتى انضم إليه أنصار بني أمية، وراح يستولي على مدن البلاد واحدة تلو الأخرى حتى وصل قرطبة عاصمة الأندلس وهزم حاكمها العباسي ( يوسف الفهري ) سنة 141هـ/756م ،وأعلن نفسه أميرا على الأندلس التي بدأت عصرا جديدا بعد أن أخمد عبد الرحمن الفتن التي نشبت بين القبائل العربية ، وأصدر عفوا عاما عن المتخاصمين وجمع شملهم ، وبينما هو كذلك ، أرسل الخليفة أبو جعفر المنصور جيشا جرارا بقيادة العلاء بين المغيث لاسترداد الأندلس وتعيين بين المغيث واليا عليها ، فتصدى له جيش عبد الرحمن سنة 6 14هـ/761م وهزمه وقتل بن المغيث ، ولما وصل خبر هزيمة جيش العلاء بن المغيث وانتصار عبد الرحمن ، اجتمع الخليفة أبو جعفر المنصور مع أصحابه وقال لهم : اخبروني عن صقر قريش من هو ..؟
قــالوا : أمير المؤمنين الذي راض الملك ، وسكن الزلازل وقسم الأدواء، وأباد الأعداء .
قـــال : ما صنعتم شيئا  .
قــالوا : فمعــاوية .
قـــال : ولا هــــذا .
قــالوا : فعبد الملك بن مروان .
قـــال : ولا هــــذا .
قــالوا : فمن يا أمير المؤمنين ؟
قـــال : عبد الرحمن بن معاوية ، الذي عبر البحر ، وقطع القفر ، ودخل بلدا أعجميا مفردا، فمصر الأمصار ، وجند الأجناد ، ودون الدواوين ، وأقام ملكا بعد انقطاعه بحسن تدبيره وشدة شكيمته .

واستعاد عبد الرحمن الداخل ( صقر قريش ) ملك بني أمية في الأندلس واستقر في قرطبة ووحد الجيش وأنشأ الدواوين وبنا المساجد والقصور وازدهرت الحقول وانتشرت الصناعات وعبدت الطرقات وانتشر العدل في ربوعها ، وكان ينظر بنفسه في المظالم لينصف الضعيف من القوي، لأنه يعلم جيدا أن العدل أساس الملك، وأصبحت الأندلس في عهده الذي استمر ثلاثا وثلاثين سنة، واحة مزدهرة بالحقول الخضراء ومجالس العلم والأدب التي أضاءت جنبات أوربا دهرا طويلا .
 =======================
من مجموعة : ( أبطال الإسلام)-صدرت عن شركة جنى للنشر-القاهرة 2010م.



طفلي يتيم.. فمن يكفله .. ؟ بقلم: الطيب أديب





خطـــوة (12):

طفلي يتيم.. فمن يكفله .. ؟

بقلم: الطيب أديب

****************
اليتيم ، هو الطفل الذي فقد عائله الذي يقوم على تربيته ورعايته حتى يبلغ الرشد ويعتمد على نفسه ،وإذا بلغ الطفل رشده سقطت عنه صفة اليتم .
والطفل اليتيم يحتاج إلى تربية خاصة، ويلحق به من فقد والديه أو أحدهما بمرض مزمن أو طلاق أو سفر أو جهاد أو غيرها . 
وأهم احتياجات الطفل اليتيم الإشباع العاطفي والإحساس بالأمن ووجود بديل عن الوالدين أو أحدهما يقوم بالتوجيه والتهذيب ، كما يحتاج إلى التوافق الاجتماعي مع البيئة الجديدة وتقبّل فكرة المربي البديل . 
واليتيم يشعر بالضعف وفقدان عناصر القوة كما أنه يفقد المصدر الحقيقي للحنان ، ولذا حثَّ الإسلام على إشباع حاجاته ورتب الأجر العظيم لكل من يسدي المعروف إليه . 
وقد أوصى الإسلام بحسن رعاية اليتيم وحفظ حقوقه وقال تعالى : ( ألم يجدك يتيماً فأوى )  "سورة الضحى : 6 "
وحذر سبحانه وتعالى من الاعتداء على مال اليتيم ،فقال جل شأنه: ( إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما كأنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا ) " النساء : 10 "
ويميل اليتيم إلى الوحدة والعزلة ويحتاج للعطف عليه من المحيطين به لتعويضه بعض ما افتقده من حنان وعطف والده ، وليستطيع شق طريقه في دروب الحياة الصعبة ،وتحمل مخاطرها، ولليتيم حق في  الغذاء والمسكن والتعليم واللعب وغير ذلك  من الحقوق التي كفلها له الشرع .

كفــــالة اليتـــيم :

شرف الله تعالى اليتامى بأن جعل خير خلق الله صلى الله عليه وسلم منهم إذ مات أبوه وتركه صغيراً فكفله جده عبد المطلب بن هاشم ، ثم عمه أبو طالب ، حتى شب وكبر واشتغل  بالرعي والتجارة ، وقال عز من قائل يذكر نبيه   صلى الله عليه وسلم  بهذه المرحلة فقال : ( ألم يجدك يتيماً فأوى ) " سورة الضحى :6 "
وأوصى- صلى الله عليه وسلم - بحسن معاملة اليتيم وكفالته ،وروى الترمذي أنه -عليه الصلاة والسلام- قال : ( أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين )، وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى ، وروى الإمام أحمد وابن حبان عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال :( من وضع يده على رأس اليتيم رحمة ، كتب الله له بكل شعرة مرت على يده حسنة ).

وكفالة اليتيم ضرورة لابد منها لحمايته من الانحراف ، ولأن اليتامى قطاع عريض من المجتمع لا ينبغي تركهم بمفردهم يواجهون قسوة الحياة ، وكفالة اليتيم واجبة على الأقربين ، ويؤجر الغرباء الذين يكفلون اليتامى ويحسنون معاملتهم  ،وإذا لم يوجد كافل لليتيم وجب على الدولة أن ترعاه وتنفق عليه من خزانتها العامة حتى يتمكن من ممارسة حقوقه ، ويعتمد على نفسه ويصبح لبنة صالحة في المجتمع .
======================

 صفحات من كتابي: (طفلي –خطوة خطوة- من ميلاده حتى بلوغه)  طبعه ثانية ،صدرت عن دار المعرفة للنشر، القاهرة 2012م.وصدرت طبعته الأولى بعنوان: (طفلي - يوم بيوم- من ميلاده حتى بلوغه) عن دار اليقين للنشر،العام 2009م.

الخميس، 19 مارس 2015

محمد كريم.."قاهر الفرنسيين"- بقلم: الطيب أديب




 من أبطال العرب:
                                  
                  محمد كريم.."قاهر الفرنسيين"
                            
                                 بقلم: الطيب أديب

                                                      ***************



ولد السيد محمد كريم بحي الأنفوشي بالإسكندرية في  منتصف القرن الثامن عشر تقريبا . ونشأ يتيماً فكفله عمه وافتتح له دكاناً صغيراً في الحي. وعرف بين أهل الإسكندرية بوطنيته وشجاعته وأصبحت له شعبية كبيرة بين الناس لذلك اختاره  مراد بك  حاكماً للإسكندرية .

وبينما كان محمد كريم يقوم بواجبه كمحافظ  للإسكندرية ،كانت فرنسا قد أعدت عدتها فأرسلت حملتها الشهيرة إلى الإسكندرية ، ففي يوم 19 مايو 1798م أقلع أسطول فرنسي كبير مكون من 260 سفينة من ميناء طولون بفرنسا محملاً بالجنود والمدافع والعلماء وعلى رأسهم نابليون بونابرت قاصداً الإسكندرية ومر في طريقه بمالطة.. ولما بلغ الانجليز الخبر عهدوا إلى أحد قادتهم واسمه "نلسون " اقتفاء أثر الأسطول الفرنسي وتدميره فقصد "نلسون" إلى مالطة وهناك علم أن سفن  نابليون غادرتها نحو الشرق منذ خمسة أيام متجهة نحو الشرق فرجح " نلسون " أنها ذهبت إلى مصر فاتجه إلى الإسكندرية ووصل إليها يوم 28 يونية 1798 م ولكنه لم يعثر للفرنسيين  على أثر هناك يعثر . وأرسل " نلسون " وفداً إلى حاكم المدينة "السيد محمد كريم " ليسمح لأسطوله بانتظار الأسطول الفرنسي خارج الميناء و ليشتروا من المدينة ما يحتاجونه من زاد..و لكن البطل محمد كريم رفض طلبهم قائلاً : " ليس للفرنسيين أو سواهم شيء في هذا البلد فاذهبوا أنتم عنا.."

ووقف أسطول " نلسون" منتظراً في عرض البحر يوما كاملا  حتى  أقلع متجهاً إلى شواطئ الأناضول بحثاً عن السفن الفرنسية .وبعد  رحيله بأسبوع ظهر الأسطول الفرنسي أمام شواطئ الإسكندرية، وهنا أسرع السيد محمد كريم فأرسل  إلى القاهرة مستنجداً بمراد بك وإبراهيم بك.. فسار  مراد بك مع جنوده إلى الإسكندرية لصد الغزاة بينما ظل إبراهيم بك في القاهرة للدفاع عنها. وعندما  وصل الأسطول الفرنسي إلى  العجمي بشواطئ الإسكندرية في أول يوليو 1798م بادر بإنزال قواته ليلاً إلى البر ثم سير قسماً من قواته إلى الإسكندرية في اليوم الثاني ، ولم يكن بالمدينة من الجنود ما يكفي لصد الجيش الفرنسي الكبير المزود بالمعدات الحديثة..ولكن السيد محمد كريم استعد للدفاع عن الإسكندرية بكل ما لديه من ذخيرة وعتاد.. وظل يقود المقاومة الشعبية ضد الفرنسيين حتى بعد أن اقتحم الفرنسيون أسوار المدينة، وبعدها اعتصم بقلعة قايتباي ومعه فريق من الجنود وعندما  فرغت ذخيرة المقاومين كفوا عن القتال فتم أسره هو ومن معه، ودخل "نابليون بونابرت "المدينة وأعلن الأمان لأهلها .

وأعجب " نابليون " بشجاعة  البطل محمد كريم فأطلق سراحه من الأسر، وتظاهر بإكرامه، وأبقاه حاكماً للإسكندرية.. ولما تم لنابليون الاستيلاء على الإسكندرية رأى أن يغادرها إلى القاهرة وعين الجنرال " كليبر" حاكماً عسكرياً عليها وزحف إلى القاهرة في 7 يوليو عن طريق دمنهور والرحمانية، والتقى في شبراخيت بفرقة من المماليك على رأسها مراد بك فهزمها ووصل إلى القاهرة يوم 21 يوليو، واحتلها بعد موقعة إمبابة وانسحاب مراد بك إلى الصعيد وفرار إبراهيم بك إلى الشام. وبقي " كليبر" على رأس حامية الإسكندرية.

وأما  البطل محمد كريم فدعا الناس  إلى المقاومة الشعبية ضد الفرنسيين  واستجاب الوطنيون  لدعوته فعمت الثورة أرجاء المدينة، ولكن  "كليبر" اعتقل بعض الأعيان للقضاء على الثورة ،ومع تزايد الثورة واشتداد المقاومة الشعبية في الإسكندرية.. أمر "كليبر" بالقبض على السيد محمد كريم يوم (20 يوليو 1798م) وأرسله إلى أبي قير ونقلته سفنهم إلى القاهرة  وهناك وجه  إليه الفرنسيون  تهمة التحريض على المقاومة وخيانة الجمهورية الفرنسية،وحكموا عليه بدفع فدية  قدرها "ثلاثون ألف ريال" يدفعها إلى خزينة الجيش ليفتدي نفسه إلا أنه رفض دفعها قائلا : " إذا كان مقدوراً علىّ أن أموت فلن يعصمني من الموت أن أدفع الفدية، وإذا كان مقدوراً علىّ أن أعيش فعلام أدفعها ؟.

وفي يوم 6سبتمبر 1798م أصدر نابليون بونابرت أمراً بإعدام البطل  محمد كريم ظهراً في ميدان القلعة رمياً بالرصاص. وكان إعدامه سببا لانطلاق شرارة ثورة القاهرة الأولى ضد الفرنسيين الذين رحلوا عن مصر بعد احتلالها لمدة لم تزد عن ثلاث سنوات تكبدوا خلالها هزائم شديدة وخسائر بالغة في صعيد مصر وشمالها .

ولا يزال اسم الشهيد البطل محمد كريم رمزا للبطولة والاستبسال والفداء في حب الوطن، لذلك تسابق الوطنيون في الإسكندرية و مختلف أنحاء مصر بتكريمه برفع صورته في بيوتهم ومدارسهم وإطلاق اسمه على أكبر المساجد  والشوارع والميادين والمدارس . 
=======================
من مجموعة: ( من أبطال العرب)-صدرت عن شركة جنى للنشر-القاهرة 2011م.

التليفزيون، والألعاب الالكترونية يسرقان طفلي..فكيف أنقذه؟! -بقلم:الطيب أديب





 خطوة (11 )

    التليفزيون، والألعاب الالكترونية يسرقان طفلي..فكيف أنقذه؟!

                                بقلم:الطيب أديب

                           ****************

مع تنامي المد الإعلامي في ظل انشغال الآباء عن الأبناء ، أصبح الصغار يقضون وقتاً طويلاً  أمام التليفزيون والكمبيوتر والانترنت ،وارتفعت صرخات الآباء والمربين في مختلف أرجاء العالم تطالب بوضع حد أمام تنامي الطوفان الإعلامي ، الذي يسرق أطفال العصر من آبائهم  .

طفلي والتليفزيون :

لا يخلو بيت من بيوتنا من وجود جهاز تليفزيون مفتوح صباح مساء ، وكثير ما نجد الطفل يمسك " بالريموت" يقلب القنوات التي لا حصر لها يبحث عن أفلام " الكارتون " أو الأغاني الراقصة أو برامج و ألعاب مختلفة يتابعها في وجود الأب والأم أو في غيابهما، ودون توجيه منهما للطفل لاعتقادهما بأن الطفل يسلي نفسه ويكتشف العالم حوله في حين أثبتت الدراسات والتجارب في الغرب نفسه أن التليفزيون يمثل خطورة بالغة على الصغار خاصة الشريحة العمرية من سنتين إلى خمس سنوات، وهي الفئة العمرية التي تحتاج لوقت أطول للتواصل مع أفراد الأسرة لتنمية مهاراتها من خلال اللعب والحوار  في حين أن التليفزيون لا يحقق ذلك بل يجعلهم في حالة لا وعى ، لأن الطفل في هذه السن لا يفهم ولا يتذكر ما يشاهده ، ويطلقون على هؤلاء الأطفال في الغرب ( موتى التليفزيون الأحياء ) كما أن التليفزيون يمنع الأطفال في مرحلة الطفولة المتأخرة من القراءة ويسرقهم من الكتاب ، وأثبتت التجارب أن أطفال المدارس الذين يقضون وقتاً أطول أمام التليفزيون ينخفض تحصيلهم الدراسي والعكس .
* مشاهدة التليفزيون تمنع الأسرة من تبادل الحوار والتفاعل بين الآباء والأبناء
*ينصح خبراء التربية ، الآباء بإبعاد الصغارعن التليفزيون  ،أو الاكتفاء بمشاهدته لمدة ساعة في اليوم فقط ، لتجنب أضراره و حتى لا يصبح جهاز تنويم مغناطيسي ومخدر للأطفال الذين هم في حاجة للحوار مع آبائهم واللعب والقراءة وتفتح الذهن .

 طفلي و الألعاب الإلكترونية :

 ارتفعت الصيحات العالمية المحذرة من خطورة الألعاب الإلكترونية التي انتشرت كانتشار النار في الهشيم ، إذ يفرط الأطفال في التعاطي مع هذه الألعاب الإلكترونية ، التي تغرس في الصغار القيم والمبادئ الشاذة  ، وتفقدهم الانتماء وتعلمهم الإرهاب والجنس والجريمة ، خاصة تلك الألعاب ( play station) ، ورغم تحذيرات - أصحاب الضمير الحي - في بلاد الغرب من خطورة هذه الألعاب على الأطفال ، إلا أن أصحاب الشركات المنتجة لها ،لاهم لهم إلا جني الأرباح المادية والحرص على تحقيق الأهداف التي من أجلها تم تصنيع هذه ألألعاب وتصديرها بأرخص ألأسعار للدول العربية و الإسلامية ، ومن خطورتها أنها تجعل الطفل يميل إلى العنف والانطوائية وفقدان التواصل مع الآخرين ،وهناك برامج  صممت خصيصا كبرامج تسلية للأطفال لكنها في حقيقتها تعلمهم ممارسة فنون الجريمة وصناعة الدعا رة ، وقيادة العصابات وكافة أنواع الإرهاب  .

وعلى الرغم من تخوف أكثر من دولة أجنبية من هذه اللعب ومنعها وحظر دخولها أراضيها ، إلا أنها منتشرة في عدد غير قليل من البلاد العربية والإسلامية .
 * كما أن جلوس الطفل طويلاً لممارسة الألعاب الالكترونية يجعله عرضة للإصابة بتصلب الرقبة والذراعين والعمود الفقري وضعف البصر.

 ما الحـــــــــل ؟

1- فرض رقابة جيدة على ما يتم دخوله لبلادنا من هذه الألعاب ومقاطعة هذه الشركات المشبوهة ومحاسبة المتعاملين معها في بلادنا .
2- أن يقوم أصحاب الضمير الحي من أصحاب رؤوس الأموال ، وخبراء برامج الكمبيوتر، والكتاب والتربويين بالتعاون من  أجل تصميم برامج وألعاب مفيدة لأطفالنا تناسب سنهم وتغرس فيهم حب التعليم والثقافات التي تناسب مجتمعنا .
3- أن يحث الآباء أطفالهم  بعدم الإفراط في الجلوس أمام الكمبيوتر ، وتحديد وقت معين لا يزيد عن الساعة يومياً ، مع تحديد فترات زمنية يستريح الطفل خلالها من أمام الجهاز إلى مكان آخر.
4- ينبغي أن تكون إضاءة الحجرة أقوى من إضاءة الشاشة مع استخدام فلتر لشاشة الكمبيوتر ومراعاة تنظيف الشاشة باستمرار .

طفلي والانترنت :

مع تنامي طوفان العولمة ، وتقدم وسائل الاتصال الحديث  ،أصبح استخدام الانترنت ضرورة لا مفر منها ، وبإمكاننا استثمار هذه الوسيلة المريحة في التواصل مع الآخرين والاستفادة من ثورة المعلومات المتاحة عبر هذه الشبكة العنكبوتية ، ولكن ينبغي أن نتعامل معها بحذر وأن ندرب أطفالنا وننصحهم بكيفية التعامل مع الانترنت الذي بدأت دول العالم المتقدم تتخوف من سلبياته بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية نفسها ، ومؤخراً أصدر خبراء التربية والتعليم الأمريكان نصائح عديدة لأولياء الأمور ومنها :
* نبه أبناءك إلى ضرورة عدم التحدث إلى الغرباء على شبكة الانترنت ، لأن بعض الغرباء يتصف بالوقاحة والخبث والإجرام أحياناً .
*علم أبناءك ألا يعطوا للغرباء أي معلومات شخصية مثل الاسم والعنوان ورقم الهاتف والعمر ودخل الأسرة ، وألا يستخدموا بطاقات الائتمان على شبكة الانترنت من دون طلب الإذن المسبق لذلك  .
*علم أبناءك أن يحفظوا كلمة السر وألا يكشفوا عنها لأحد وان كان صديقا لهم .
 *انصح أبناءك ألا يردوا على رسائل تشعرهم بعدم الراحة ، وأن يتجاهلوا مرسلها وأن يخبروك فورا بما حدث .
 *انصح أبناءك ألا يستخدموا ألفاظا خادشة أو رسائل بغيضة الى الآخرين عبر الانترنت .
 * أخبر أبناءك أن ليس كل من يتعرفوا عليه من خلال الانترنت صادق في المعلومات التي يقدمها .

 =========================



صفحات من كتابي: (طفلي –خطوة خطوة- من ميلاده حتى بلوغه) طبعه ثانية -صدرت عن دار المعرفة للنشر- القاهرة 2012م.وصدرت طبعته الأولى بعنوان: (طفلي - يوم بيوم- من ميلاده حتى بلوغه) عن دار اليقين للنشر- العام 2009م.