الأربعاء، 18 مارس 2015

طفلى موهوب.. فكيف أكتشفه وأرعاه .. ؟ بقلم: الطيب أديب





خطوة : (8)
طفلى موهوب.. فكيف أكتشفه وأرعاه .. ؟

بقلم: الطيب أديب

******************

الموهبة استعداد فطري لدى الفرد ، والطفل الموهوب يمتلك قدرة استثنائية غير عادية في مجال أو أكثر من المجالات الفعلية أو الإبداعية والاجتماعية والانفعالية .
وفي مرحلة الطفولة المبكرة يتمتع الطفل الموهوب بسمات وخصائص معينة و يستطيع الآباء والمربون توفير البيئة المناسبة لرعاية الطفل الموهوب حسب إمكانياته التي يتمتع بها .
ونستطيع أن نتعرف على الطفل الموهوب ونحدده من خلال سمات وخصائص عديدة ، وقد تختلف هذه السمات من طفل لآخر ومنها :
1- الطفل الموهوب يمتلك ثروة لغوية هائلة ويستخدم مفردات لا يجيدها الكبار أحياناً .
2- يمتلك ذاكرة قوية وملاحظة أقوى .
3- يمتلك قدرة على طرح الأسئلة والاستفسارات ولا يقتنع بالإجابات المقتضبة أو غير المقنعة.
4- لديه قدرة على سرعة التعلم والتحصيل ويرتب أفكاره ويفكر بشكل سليم ومنطقي .
5- يتعامل مع الألعاب التي تحتاج إلى  مهارة في الفك والتركيب .
6- يتعامل مع المسائل الحسابية البسيطة ويحلها بسرعة .

رعاية الطفل الموهوب:

لابد من أهمية التنشئة المبكرة للأطفال الموهوبين لتنمية قدراتهم ، ويرى التربويون أن تتم عملية اكتشاف الموهوبين مبكرا لرعايتهم وتشجيعهم وتنمية قدراتهم الإبداعية وتنميتها وعلى الآباء و المربين الإلمام بخصائص الطفل الموهوب مع ملاحظة كيف يستثمرالطفل إمكانات النشاط ، ليستفيد منها ، وأن نحاول استثارة فضوله وأن نسمح له باللعب المنظم لنساعده في تنمية حسه الخيالي و  قدراته  الإبداعية و المعرفية ، التي تزداد يوماً بعد يوم وساعتها سيكون قادرا على  الابداع والانجاز .

ولايفوتنا التذكير بان الموهبة تخبو إذا لم تكن الظروف المحيطة بها قادرة على تنميتها، وأهم هذه الظروف، الحرية والفردية والتشجيع، ذلك أن الموهبة الثقافية لا تنمو في ظروف القهر وسيطرة الكبير على الطفل الموهوب، وتوجيهه بحسب رغباته وآرائه، وتتيح علاقة الود بين الموهوب والمربي فرصة متابعته، ومعرفة استجابته للمواقف، والمعوقات التي تحول دون دخوله حقل الإنتاج الثقافي والفني.
ثم إن التنافس بين الموهوبين يحفز الموهبة الثقافية والفنية للتفتح، ويدفع الطفل إلى تجويد إنتاجه والتدقيق فيه، ومن البديهي ان يكون التنافس تربويا بعيدا عن الحسد والغيرة والمشكلات التي تنتج عنهما، ومتى أدرك الآباء أن طفلهم موهوب، فمن الخير أن يبادروا بالتفكير في مستقبله، وأن يرسموا خطتهم من الآن لكي يواصل ابنهم تعليمه، وألا ينتظروا حتى يتخرج من المدرسة الثانوية، والإعداد للمستقبل خطوة أساسية جوهرية لعدم التفريط في مواهب أبنائهم.


وتحتل الرعاية مكانة مهمة في العمل مع الموهوبين، على أن تتكامل المصادر التي تقوم بها، وتوظف جهدها للإشراف والمتابعة والتوجيه، فالأسرة والمدرسة والمجتمع هي مصادر الرعاية، وتحتضن الأسرة الموهبة، وتوفر لها حاجاتها الأساسية، وتدفعها إلى الإنتاج وتحوطها بالحرية، كما أنها تشجعها وتزيل العقبات التي تعترضها، ويجب على الوالد أن يعمل على توفير مكتبة بالمنزل كي يتعلم أولاده من خلالها، بحيث تحوي مثل هذه المكتبة كتبا وألعابا وصلصالا ومكعبات وألعابا بنائية، وإلى جانب ذلك يجب ان يعمل الوالد على تعليم الطفل المهارات المكانية والابتكارية، وتقبل المكسب والخسارة، كذلك يجب أن تصبح الأسرة أقل منعا لسلوكياته، وأقل تقييدا لتصرفاته، ما لم تخرج تلك السلوكيات عن إطارها المسموح به. 


ويجب على الأم تنمية الابتكارية لدى الطفل، لأن الأم الرؤوم ذات الطبع المستقر تولد لدى الطفل شعورا بالأمن والطمأنينة والاستقلال، إنها تؤكد استقلاله عن طريق الحماية التي يقدمها له عطفها وحنانها، وتغدو الأم فيما بعد عونا لطفلها على تطوير قدراته واكتساب القيم، وعلى توليد معايير القيم الخاصة به، ومن المفترض أن تعي الأم كيف تساعد إسهامات العائلة في النمو الفكري والعاطفي والإبداعي والابتكاري للطفل، عن طريق تجويد البيئة العائلية التي يحيا فيها الطفل، وهو تعلم غير مباشر، كما يجب عليها ان توظف الأسرة في النمو الفكري للطفل عن طريق تقديم العوامل المهيئة للابتكار، وذلك بإيقاظ المجرى الطبيعي للنمو لدى الطفل وتوجيهه ودفعه إلى الأمام.
وقد أوضحت الدراسات تميز الأمهات المرتفعات الإبداع بالسماح لأبنائهن في سن أكثر تبكيرا بنوع من الاستقلال والسلوك الاستكشافي، وحرية اتخاذ القرارات في تصرفاتهم داخل المنزل أو خارجه.
ويجب على الوالد أن يشجع أطفاله على الاشتراك في الأنشطة المدرسية الإيجابية التي يمكنهم خلالها أن يشاركوا أطفالا آخرين متعة التعلم، كالاشتراك في الفرق المختلفة، والأعمال الدرامية، والمناظرات، ونادي الكمبيوتر، والصحافة المدرسية، وحل المشكلات المستقبلية، وسوف تساعدهم مثل هذه المشاركة الإيجابية كثيرا خلال تلك الفترة التي تسود فيها ضغوط الأقران خلال سنوات الدراسة بالمرحلة المتوسطة (الإعدادية)، والعليا (الثانوية)، وذلك في تجاوز ما يمكن ان يحدث من عقبات، وما يصادف من مشكلات.
وتحتل المدرسة المكانة الثانية في رعاية الموهوبين، ومن واجباتها فتح سجل للتلاميذ الموهوبين، تدون فيه تطوراتهم وسلوكهم الثقافي والفني، ومشاركتهم في العمل الثقافي المتميز طوال السنوات الست التي قضاها الطفل الموهوب في المدرسة الابتدائية، كالكتابة في صحف الصف والمدرسة، والخطابة في المناسبات، والنشر في المجلات، والمشاركة في المسابقات داخل المدرسة وخارجها.


وينبغي إثراء المناهج المدرسية بمواد إضافية لإشباع حاجات الأطفال الموهوبين، والتركيز على الطفل في عملية التعلم، لأن ذلك أصبح مطلبا أساسيا في المدرسة الحديثة، وييسر فرصة تفريد التعليم، ومراعاة الفروق الفردية بين الطلاب، وينبغي أيضا استخدام الطرق الاستكشافية في التعليم لمساعدة الطفل على إشباع حاجته للكشف والتنقيب والاطلاع والتخيل، لأن هذه الطرق تساعد على رعاية الموهبة الثقافية والفنية عند الأطفال وتنميتها، فالطفل الموهوب رجل المستقبل، وليس المطلوب سوى الإعداد لهذا المستقبل.
 ============================

  
صفحات من كتابي: (طفلي –خطوة خطوة- من ميلاده حتى بلوغه) طبعه ثانية -صدرت عن دار المعرفة للنشر- القاهرة 2012م.وصدرت طبعته الأولى بعنوان: (طفلي - يوم بيوم- من ميلاده حتى بلوغه) عن دار اليقين للنشر- العام 2009م.










ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق