الاثنين، 9 مارس 2015

كيف نهيئ أطفالنا للتفكير العلمي؟



كيف نهيئ أطفالنا للتفكير العلمي؟

بقلم: الطيب أديب
عضو اتحاد كتاب مصر
================
يعتبر أدب الأطفال وسيطا تربويا، يتيح الفرصة أمام الأطفال لمعرفة الإجابات عن أسئلتهم واستفساراتهم، ومحاولات الاستكشاف، واستخدام الخيال، وحب الاستطلاع، وإيجاد الدافع للإنجاز والتحرر من الأساليب المعتادة للتفكير، من أجل مزيد من المعرفة لنفسه وبيئته، مما ينمي سمات الإبداع لدى الطفل. Background12_opt.jpeg
«إن حياة البشر تزداد تعقدا يوما بعد يوم، ونجاح الفرد في عصر المعلومات رهن بقدرته على مواجهة تعقد الحياة من حوله، سواء كانت على المستوى الفردي أو الأسري أو الاجتماعي.. لقد كان المتعلم في الماضي يكفيه عدد محدود من طرق التفكير، كالتعليل والتسلسل المنطقي والتحليل المتعاقب ذي الطابع الهرمي، بدءا من الكليات وانتهاء بالعناصر الأولية.. وأمام الكم العديد من الظواهر المعقدة، لم يعد هذا التردد القليل من أساليب التفكير كافيا، ويجب أن يزود المتعلم بعُدة معرفية جديدة»(1).
وهناك قائمة طويلة بأنواع التفكير في الخطاب المعلوماتي التربوي الحديث، منها على سبيل المثال لا الحصر: التفكير الابتكاري- التفكير المفهومي- التفكير النقدي- التفكير العلمي- التفكير الاستشراقي- التفكير المتوازي- التفكير الجمعي-التفكير العولمي وأنواع أخرى.

أطفالنا والتفكير العلمي:
«أما التفكير العلمي المطلوب إشاعته بين الأطفال فهو طبع الأطفال على الحكم على المسائل والمشكلات بوعي شامل استنادا إلى ضوابط معينة، وليس هناك ما يجعل هذه الضوابط حكرا على العلماء دون غيرهم، أو الراشدين دون
الأطفال- إذا ما استثنينا بعض الفوارق في الدرجة- خصوصا أن التفكير العلمي هو نشاط ذهني يراد له أن يظل قائما، ليس في النظر إلى الظواهر المختلفة التي أصبحت موضع اهتمام العلوم، بل يتعداه إلى مختلف مسائل الحياة
اليومية»(2).«وترافق توجيه الطفل نحو التفكير العلمي ظواهر عدة، أبرزها غرس اتجاهات لقبول نتائج الفكر العلمي، واتجاهات البحث عن الأسباب الحقيقية للظواهر، وتنمية حب الاستطلاع في جوانب الحياة ذات القيمة المرغوب فيها، وبناء الآراء استنادا إلى أدلة كافية»(3).«وعند تناولنا لموضوع التفكير العلمي عند الأطفال يجب علينا ألا نغفل دور البيئة الثقافية التي ينشأ فيها الأطفال، إذ تؤثر البيئة الثقافية التي ينشأ فيها الأطفال تأثيرا كبيرا في أساليب وأهداف ومستويات التفكير لديهم، حيث إن هذه البيئة تزود الأطفال بالخبرات التي تعد المعين الأول للتفكير، وتشكل أنواع الحوافز والمواقف المثيرة لتفكيرهم، يضاف إلى ذلك أن حاجات الأطفال تؤثر هي الأخرى في تفكيرهم، وعلى هذا ففي الوقت الذي يعتبر التفكير نشاطا ذهنيا إلا أنه يتحدد بالثقافة إلى حد كبير، حيث تبسط الثقافة ظلها عليه، وعليه فإن الثقافة التي تسود فيها القيم السلطوية تشيع تفكيرا سلطويا، والثقافة التي تشيع فيها القيم اللفظية تشيع تفكيرا لفظيا، والثقافة التي تشيع فيها الخرافات تنشر تفكيرا خرافيا،بينما تشيع الثقافة التي تغلب فيها القيم العلمية تفكيرا علميا»(4).
كيف نساعد الأطفال على التفكير العلمي؟
عند تعاملنا مع الأطفال، على المؤسسات الثقافية والتعليمية وكُتاب أدب الطفل مراعاة الآتي:
- تشكيل طرق التفكير لدى الأطفال، لأن التفكير أنسب الطرق لاكتساب عناصر الثقافة، ويقودهم إلى الفهم، ويحفز الأطفال لاكتساب حقائق جديدة، ويهيئهم أيضا لمواجهة مواقف الحياة المختلفة والوصول للحلول.
- تجنب حشر ذهن الأطفال بالمعلومات، لأن المعلومات عرضة للتغيير.
- أن نجنب الأطفال الانفعالات الحادة، حتى لا نعيق عملية التفكير، وأن نترك لهم مساحة كبيرة من الحرية للتعبير عن أفكارهم.
- تجنب تقديم الحلول الجاهزة لهم بصورة مباشرة لنتجنب المزيد من أسئلتهم الكثيرة.
- أن ننمي فيهم القدرة على النقد وعدم التسرع في إطلاق الأحكام، وأن نحرص على تشجيعهم على المناقشة في جو من الحرية والحوار الهادف.
- ضرورة تنمية الثروة اللغوية للأطفال لما للغة من أهمية في التعبير عن الأفكار.
- ألا نترك أطفالنا عرضة لتلقف المعلومات الجاهزة القادمة عبر الإنترنت والوسائط الإلكترونية المختلفة.
- ضرورة العمل على إنتاج أفلام كارتون ومسلسلات ومسرحيات وطنية، والتوسع في إنتاج مجلات متخصصة للطفل العربي، تنمي فيه الحس الجمالي، وتحببه في العلم، وتغرس فيه روح الابتكار التي يفتقدها الطفل العربي.
الهوامش:
1- د.نبيل علي، الطفل العربي وتكنولوجيا المعلومات، دراسة منشورة في كتاب ثقافة الطفل العربي، كتاب العربي، الكويت 2002م، ص222.
2- د.نعمان الهيتي، ثقافة الأطفال، الكويت، سلسلة عالم المعرفة، مارس 1988م، ص 94.
3- د.نعمان الهيتي، المرجع السابق، ص 95.
4- د.نعمان الهيتي، المرجع السابق، ص 95.
================
نشر بمجلة الوعي الإسلامي- الكويت-العدد583 ربيع الأول 1435هـ- يناير 1914م.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق