الأربعاء، 18 مارس 2015

طفلي مؤمن ..فكيف أدربه ..؟ بقلم: الطيب اديب






خطوة (7):
طفلي مؤمن ..فكيف أدربه ..؟

بقلم: الطيب اديب

****************

يولد الطفل على الفطرة صفحة بيضاء  لا يشوبها دنس ، وهو شديد التعلق بمن حوله ، يضحك لأمه وأبيه وهما يداعبانه ، ويبكي إذا غضبا ، وعندما يكبر الطفل بعد فطامه ويصبح قادراً على الكلام ومخاطبة المحيطين به ، فإنه يقلدهم في حركاتهم وإشاراتهم وأكلهم ونومهم وصلاتهم وصومهم وقد روى البخاري ومسلم أن النبي -صلى الله عليه وسلم-قال : ( كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ) .
وأنشد أبو العلاء المعري يقول :
وينشأ ناشئ الفتيان منا   ** على ما كان عوده أبوه
وما دان الفتى بحجى ولكن  **  يعوده التدين أقربوه

طفلي يصلي :

كثيراً ما نرى الطفل الذي ينشأ في أسرة متدينة يقلد والديه ، فالبنت تتبع خطوات أمها وهي تتوضأ وترتدي حجابها لتصلي ، فتجدها خلفها تقلدها، وهنا يجب على الأم أن تدرب صغيرتها على كيفية الوضوء وآداء الصلاة في مواعيدها منذ صغرها وأن يساعدها الأب بتحفيظها قصار السور وأن يشجعها ويكافئها هي وأخيها الصغير وأن يحرص على اصطحاب صغيره إلى الصلاة جماعة في المسجد ليتعلم النظام وآداب خطبة الجمعة ، والاحتكاك بالمجتمع المؤمن حوله وأن نراعي الالتزام بضرورة تعليم الأطفال الصلاة بالإقناع وان لم يلتزموا بعد سن العاشرة نعاقبهم على تركها انطلاقا من الحديث النبوي الذي رواه أبو داود بإسناد حسن من حديث عمرو بن
العاص -رضي الله عنه -أن النبي-صلى الله عليه وسلم - قال : ( مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع واضربوهم عليها وهم أبناء عشر) .

طفلي يصوم :

كثير من الأطفال يقلدون آباءهم في شهر رمضان فيصحون معهم عند السحور يتناولون معهم وجبة السحور وينوون الصوم ، إلا أن الصغير يشعر بالجوع والعطش والإرهاق قبل منتصف النهار فيحوم حول المطبخ ويهم بفتح الثلاجة، وينبغي على الأبوين أن يسمحا للصغير بالإفطار ويوماً بعد يوم تطول مدة صومه إلى أن يستطيع استكمال اليوم ويتعود الطفل الصوم في سن العاشرة وهناك أطفال دون العاشرة يصومون الشهر كاملاً وينبغي أن نشجع أطفالنا على الصوم ليتربى الطفل على الطاعة وكبح جماح الغريزة، وليدرك مراقبة الله له في السر والعلن .

طفلي يطيع والديه :

يجب على الأب والأم تعويد الطفل على طاعتهما والإحسان إليهما وأن يذاكره بقول الله تعالى : ) وقضي ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهم أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ) " الإسراء : 23 – 24 "
وأن يعرفاه أن رضى الله في رضاهما وأن البر بهما مقدم على الجهاد في سبيل الله وروى مسلم في صحيحه عن  عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال  ): أقبل رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم  فقال : أبايعك على الهجرة والجهاد ابتغي الأمر من الله قال : فهل من والديك أحد حى ؟  قال : بل كلاهما قال : فتبتغي الآجر من الله ؟  قال : نعم ، قال :" فارجع إلي والديك فأحسن صحبتهما ) .
وأن نحذر صغيرنا  من خطورة عقوق والديه كأن يعصي أمرهما ويرفع صوته عليهما أو يمشي أمامهما أو ينادي أحدهما باسمه أو يمتنع عن الإنفاق عليهما في كبرهما أو يمتنع عن زيارتهما بعد بلوغه وزواجه ويتركهما متعللا بكثرة  مشاغله وضغوط الحياة العصرية .
ولا يفوتنا أن نعلم أطفالنا أدب الحوار مع الآخرين في البيت والمدرسة والشارع والعطف على المساكين وصلة الأرحام وحقوق الجار ومكارم الأخلاق حتى يشب الطفل على الإيمان وحسن الخلق ، ويصبح نبتة صالحة تلقي بظلالها وثمارها الطيبة على الأهل والمجتمع .
==================================================

صفحات من كتابي: (طفلي –خطوة خطوة- من ميلاده حتى بلوغه) طبعه ثانية -صدرت عن دار المعرفة للنشر- القاهرة 2012م.وصدرت طبعته الأولى بعنوان: (طفلي - يوم بيوم- من ميلاده حتى بلوغه) عن دار اليقين للنشر- العام 2009م.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق