الخميس، 19 مارس 2015

"الهدهد والعقرب "- قصة للأطفال - بقلم : الطيب أديب






                       "الهدهد والعقرب " ..


                       قصة للأطفال - بقلم : الطيب أديب


                          *******************

الهدهد طائر صغير الحجم ، ريشه ملون وجميل ،له تاج فوق رأسه كأنه ملك الطيور ،أما منقاره الطويل فينقر به الأرض بحثا عن الديدان . والعقرب حشرة مفزعة المنظر أرجلها عديدة ، وذنبها طويل معبأ بالسم وبه شوكة حادة في نهايته تلدغ به الكائنات فتقتلها .

وبينما الهدهد يقلب الأرض بمنقاره لينقيها من الديدان ، جاءت إليه العقرب مسرعة رافعه ذنبها ؛ اقتربت منه فتراجع الهدهد إلى الخلف قائلا : ماذا تريدين أيتها العقرب ؟

قالت : لا تخف فأ نا لن ألدغك ، وجئت إليك أعرض صداقتي لك .

قال الهدهد : وضحى كلامك أيتها العقرب أكاد لا أفهم ما تقولين ...؟
قالت: أنا أعلم أنك صديق الفلاح؛ تنقى له الأرض من الديدان مع أنه يحارب جميع الحيوانات والطيور ؛ أريدك أن تحملني وتدلني على أماكن البشر ألدغهم بذنبي هذا؛ثم تحملني وتطير بي لأعلى فلا يلحقون بي .

قال : ولكن البشر لا يتعرضون إلا للكائنات المؤذية التي تضرهم ، وأنا طائر مسالم لا أعادى أحدا ؛ ولو فعلت ما تريدين سأفقد صداقتي وحب الناس لي فيطاردونني مثلك .

قالت : سأكون جنبك دائما أحميك من الأخطار ؛تعالى خلفي لترى ما أعددته لك .
مشى الهدهد خلفها ؛فقالت العقرب : ما رأيك في هذه الوليمة الجاهزة ؟
 قلب الهدهد بمنقاره فوجد غذاءاً كثيرا .

 قالت : هل ستساعدني كما ساعدتك ؟ قال الهدهد : تعالى لنجرب .

اقتربت العقرب؛ وبينما يحاول الهدهد رفعها لأعلى ؛ رفعت ذنبها لتلدغه فطار مرتفعا ؛وهبط على مقربة منها قائلا : لقد خدعتني أيتها العقرب وكدت تقضين على بذنبك الذي يحمل السم الفتاك .

قالت : اعذرني أيها الهدهد ؛فأنا لا أستطيع التحكم في ذنبي الذي يسبب لي كثيرا من المتاعب إذا لم ألدغ به الكائنات؛ اقترب منى ولا تخف .

قال الهدهد : اسمعي أيتها العقرب ؛أنت تكرهين جميع الكائنات وهى تكرهك أيضا ؛وأما أنا فلا احمل كرها أو عداوة لأي كائن على الأرض وأنا وأنت لن نتفق أبدا؛ومن اليوم أنا فقدت الثقة في جميع العقارب .

===========================

صدرت في كتيب مصور للأطفال ضمن "سلسلة القراءة المفيدة"عن دار روان للنشر-القاهرة 2004م.


هناك 3 تعليقات: