الاثنين، 9 مارس 2015

الطيب أديب في حواره مع (جريدة رسالة الأمة )-المغربية:






الطيب أديب في حواره مع (جريدة رسالة الأمة )المغربية:

 لابد من وضع إستراتيجية محددة للارتقاء بأدب الطفل العربي !


العناية بأدب الطفل سمة حضارية لأنها تعني التعامل مع “علم المستقبل” والتخطيط له، فقديمًا قالت العرب: “إننا نربيهم لزمان غير زماننا”، ورغم هذه البديهية إلا أن الأقلام التي اقتحمت مجال أدب الأطفال قليلة والكتب الصادرة لهم عددها متواضع ، جريدة رسالة الأمة التقت الطيب أديب عبد الراضي قاص وروائي و كاتب أدب أطفال مصري  وعضو اتحاد كتاب مصر ،فكان هذا الحوار.
حاورته: زينب الدليمي
=======

*بداية هل تحدثنا عن موهبتك الأدبية ..ومتى بدأت الكتابة للطفل؟

-
نشأت في قرية كوم الضبع بمحافظة قنا في أعماق صعيد مصر،وتفتحت عيني على غناء وأشعار الفلاحين في الحقول وابتهالات المداحين وعازفي الربابة إلى جانب اهتمام والدي الشيخ “أديب عبدالراضي -رحمه الله” بي ،والذي كان معلما ومربيا وعاشقا للقراءة فكثيرا ماكان يشجعني على اقتناء القصص والكتب والمجلات ،صقلت موهبتي بكتابة الشعر في المرحلة الإعدادية وفي نهاية المرحلة الثانوية بدأت أكتب القصة القصيرة ،ونضجت الموهبة في المرحلة الجامعية عندما التحقت بكلية الآداب جامعة عين شمس ،فبدأت أرتاد الندوات الأدبية والمؤتمرات وعرفت طريق النشر في الدوريات الثقافية في نهاية المرحلة الجامعية،وبعد تخرجي من الجامعة انتشرت قصصي في الدوريات الثقافية المصرية والعربية في الكويت والسعودية والإمارات وليبيا و المغرب وغيرها.
*هل صدرت لك كتب في هذه الفترة؟
-
لم أتعجل إصدار الكتب إلا بعد النشر في الصحف والمجلات المتخصصة ليعرفني القراء جيدا،وبدأت أعرف دور النشر في العام 2003م عندما صدرت لي مجموعتي القصصية الأولى بعنوان(رحيل السنط)…ثم مجموعات قصصية للطفل،ثم كتاب (نحن والغرب وإسرائيل) وهو عبارة عن مقالات منشورة في صحف مختلفة،ورواية ( رائحة الطين) وكتاب(طفلي ..من ميلاده حتى بلوغه)،وكتاب (عباقرة الغرب لماذا أنصفوا الإسلام)،وكتاب (أروع حكايات الحب العذري) ،و(أجمل الحكايات العربية) وكتاب( جدتي تتسلق حائط الفيس بوك)وكتب أخرى 
..
*متى بدأت تكتب للأطفال؟
-
بعد تخرجي من قسم الجغرافيا وعملي بالتدريس في الأزهر الشريف،بدأت أكتب للطفل بعض القصص وعرضتها على الأطفال أنفسهم قبل نشرها ولاقت إعجابهم وبدءوا يطلبون قصصا أخرى، وعندما نشرتها في مجلات الطفل العربية المتخصصة لاقت نجاحا من القراء ،وبعدها بدأت أعطي وقتا أطول للكتابة للطفل.
*
من هم الكتاب المشهورين الذين تأثرت بكتاباتهم للطفل ؟
-
قرأت لكثير من كتاب أدب الطفل الغربيين والعرب وأعجبتني كتاباتهم ولكنني لم أتأثر بأحد،فالكاتب لابد أن يكون هو نفسه ويأتي بجديد بلا تقليد لغيره.

*في أي سنة بدأت تصدر كتبا للطفل؟
-
في العام 2004م صدرت لي عدة كتب للطفل فأول مجموعة قصص لي ،كانت عن دار روان لكتب الأطفال،وبعدها صدرت لي مجموعة (سيرة الحبيب) صلى الله عليه وسلم (عربي- انجليزي) ،عن نفس الدار..وصدرت لي مجموعة قصص بعنوان (الفيل النملة) عن كتب قطر الندى بالهيئة العامة لقصور الثقافة..ومجموعة (من أبطال الإسلام) ومجموعة (من أبطال العرب) عن دار جنى..
في مكتبة الألفية الثالثة بمدينة الرباط ،تعرض لك مجموعة قصصية للطفل تحمل عناوين مختلفة فهل تحدثنا عنها؟
-
هذه أول مجموعة قصصية صدرت لي عن دار روان للنشر ،وتحمل عناوين : في بيتنا مكتبة والفنان والأرنب الحكيم والعصفور المؤمن والهدهد والعقرب وقصص أخرى وأصدر الناشر منها ثلاث طبعات بأحجام مختلفة وهي منتشرة في البلدان العربية.

*
في ظل انتشار قنوات الطفل وفي عصر الفضائيات المفتوحة،كيف نوجه الطفل العربي للقراءة؟
-
الطفل في مراحله الأولى لا يقرأ وتعجبه الألوان والأغاني والأفلام الكارتونية وفي مرحلة الطفولة المتأخرة يبدأ الاستمتاع بالكلمة المكتوبة وكلما كانت بحرفية عالية شدته وتمتع بها وعرف محتواها بعيدا عن المباشرة في التلقين وهنا يتكون حسه الجمالي والمعرفي ،وأما قنوات الطفل الفضائية فنحن في حاجة ماسة لها ولكن بعض القنوات الفضائية تعتمد كثيرا على النقل عن أعمال أدبية أجنبية جاهزة،وليست كل هذه الأعمال تحمل مضامين تربوية تهم مجتمعنا العربي،وهناك قنوات للطفل أنشئت خصيصا لنشر أغراض طائفية وعادات وتقاليد بعيدة عن مجتمعنا العربي،ما يهدد براءة الطفل وعقليته الجاهزة وهنا يصبح فريسة سهلة في ظل غياب وانشغال الآباء. 
*وكيف نتغلب على هذه المشكلة؟
بات من الضروري إقامة مؤتمرات فاعلة ومشاركة كبار كتاب أدب الطفل وتربويين وإعلاميين وكل من يعنيهم أمر الطفل العربي لوضع ميثاق شرف عربي لحماية عقول أطفالنا وتوفير الكتب الخاصة بتثقيفهم ودعم كتبهم وتوفير دور خاصة لإنتاج أدب الطفل وبرامجه ،على غرار مايحدث في الغرب.
* ماهي الشروط التي يجب توافرها في كاتب أدب الطفل ؟ 
-
يجب أن تتوافر في كاتب أدب الطفل شروط عدة أهمها أن ينزل الكاتب من برجه العاجي ، وأن يتقمص شخصية الطفل عند الكتابة له ، وأن يكون مطلعاً على التقنيات التربوية الحديثة ، وأن يوظف المعلومات بطرح جديد بمعنى أن يكون قادراً على الابتكار ، ولا يعتمد في معظم طرحه على مواد أجنبية مترجمة فأدبنا العربي تذخر أصوله بالملاحم والسير الشعبية ، والحكايات الرائعة.
* هل مايقدم للطفل العربي حاليا من إصدارات يتناسب معه كما وموضوعا ؟
-
مايقدم للطفل في العالم العربي من إصدارات كمجلات وكتب الطفل أوحتى على خشبة المسرح أوعلى شاشات الفضائيات لايتناسب كما مع عدد الأطفال العرب الذين يمثلون شريحة عريضة من قاعدة الهرم السكاني في معظم البلاد العربية، وما تنتجه دور النشر الحكومية والخاصة من كتب ومجلات قليل جدا وغير كاف إذا قورن بما يصدر في الغرب أوفي اليابان أوفي أمريكا الجنوبية التي تولي إصدارات الطفل أهمية كبرى وتدعم المتخصصين في إنتاج أدب الأطفال كتابا ومؤسسات ، وتشجع الأطفال أنفسهم على متابعة ماينتج لهم وتدعم إصداراتهم ، وتقيم مايقرأه الأطفال أو يشاهدونه في المسارح أو على الشاشات ، على غير مايحدث في بلادنا العربية التي يعاني فيها الأطفال من الحصول على أبسط حقوقهم في الغذاء والعلاج والتعليم وغيرها ، أما ثقافة الطفل فينظر إليها على أنها تحصيل حاصل .
* في اعتقادك كيف نرتقي بأدب الطفل ونعيد له هيبته ؟
الموضوع شائك ويحتاج لبحوث ودراسات ومؤتمرات ، ونية صادقة من الهيئات الحكومية والمؤسسات الخاصة والتربويين والأدباء لوضع إستراتيجية محددة للارتقاء بما ينتج للطفل العربي سواء كان مطبوعا أو مرئيا أو مسموعا ، وأرى ضرورة الاهتمام بالمنتج الأساسي وهو الكاتب وتشجيعه معنويا وماديا ، بجانب دعم إصدارات الطفل لتصل لغير القادرين على شرائها، ودعم المؤسسات الخاصة والتأني في اختيار المواد المنشورة ، وعودة الهيبة للمناهج المدرسية والمعلم ، ومشاركة أولياء الأمور والأطفال أنفسهم في عملية تقييم ما يقدم للأطفال .

*هل ننتظر كتبا جديدة من إصداراتك؟
بمشيئة الله سيصدر لي قريبا مجموعة قصص للأطفال بعنوان( أرض الزيتون) ،ومجموعة تاريخية بعنوان :(العشرة المبشرون بالجنة) ،ومجموعة (الكون ملكوت الله الفسيح)،ومجموعة (أجمل حكايات أجدادي)، ومجموعة( المؤمن الصغير) وكتب أخرى عن عدة دور نشر.
*
بماذا تنصح كتاب أدب الطفل الواعدين؟
أنصحهم بكثرة القراءة في التراث والأدب وإجادة فنون اللغة والإطلاع على التقنيات التربوية والتكنولوجية الحديثة،والتأني قبل دفع كتبهم لدور النشر حتى تجدي كتاباتهم وتؤتي ثمارها،وأن يتحلى الكاتب بقدر كبير من المسئولية عند الكتابة،فأطفال اليوم هم نصف الحاضر وكل المستقبل ..!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق