الأربعاء، 18 مارس 2015

طفلي يزعجني ..فكيف أعاقبه ..؟ بقلم: الطيب أديب




 خطوة (10):
طفلي يزعجني ..فكيف أعاقبه ..؟

بقلم: الطيب أديب

************

الطفل خامة طبيعية ، يسهل تشكيلها حسب مهارة الأبوين والمربين ، وأفضل الطرق المـأمونة ، المعاملة الحسنة ، وألا يترك الآباء والمربون  وسيلة من وسائل الإصلاح إلا واتبعوها حتى ينشأ الطفل على الخلق السليم والطاعة للأهل ولله تعالى ،وهناك طرق متبعة ثبت نجاحها في التقليل من انحرافات الطفل ومنها :

1- التوجيه بالقدوة : فالطفل يقلد والديه ومن حوله في سن الثالثة حتى السادسة ، ويرى فيهما المثل الأعلى .
2- الإرشاد بلطف : وعلى الوالدين توجيه الطفل لفعل شيء ما أو تصويب خطأ وقع فيه الصغير ، دون زجره أو ضربه.
3- التوبيخ والتهديد : إذا لم تفلح الأساليب السابقة فعلى الأبوين توبيخ الطفل وتهديده إذا أصر على ارتكاب الأخطاء مستقبلاً .
4- الضرب : وينصح علماء التربية بألا يقدم الآباء والمربون إلى العقاب إلا في الحالات القصوى ، وعلى الآباء أن يتصفوا بالحكمة عند شروعهم في عملية الضرب للإصلاح والتربية فللضرب قواعد منها :
* أن يكون الضرب بعد بلوغ الطفل سن العاشرة ، وقد روى أبو داود بإسناد حسن عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم-أنه قال : ( مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع ، وأضربوهم عليها وهم أبناء عشر ).
*ألا يزيد عدد الضربات عن ثلاث أو عشر ضربات .
*أن تكون آداة التأديب معتدلة الحجم كالعصا أو السوط  .
 *ألا يرفع الضارب إبطه وكان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-  يقول للضارب : ( لا ترفع إبطك ) " رواه البيهقي " وأن يكون الضرب مفرقاً في أكثر من موضع من الجسد .
 *أن يبتعد الضارب عن الوجه ، روى البخاري عن النبي - صلى الله عليه وسلم- أنه قال : ( إذا ضرب أحدكم فليتق الوجه ) .
 *إذا تألم الطفل وذكر الله واستجار به ، وجب على الأب أن يكف عن الضرب .

الضرب وسيلة تربوية:

  استخدم العرب والمسلمون قديماً عقوبة ضرب التلاميذ في الكتاتيب كآخر وسيلة للإصلاح ، وكان يقال ( عصا المعلم من الجنة) وكانت الأم تقبل أن يضرب المعلم ابنها ، وتتدخل إذا ضربه أبوه ، وكان المعلمون يلجأون إلى عقوبة الضرب والحبس حتى مع أبناء الأمراء .
 * ذكر ابن خلدون في المقدمة وصية الرشيد إلى (الأحمر)  مؤدب ولده  (الأمين ) التي قال فيها : " وقومه ما استطعت بالقول والملاينة ، فإن أباهما عليك بالشدة والغلظة، قال الأحمر، فكنت كثيراً ما أشد عليه في التأديب ، وأمنعه الساعات التي يتفرغ فيها للهو واللعب ."
  * وسأل السلطان العثماني ( مراد الثاني ) بعض أتباعه ليدلوه على معلم ذي مهابة وبأس ليحفظ ابنه الصغير ( محمد الثاني) القرآن الكريم ، وكان الأمير الصغير قد أرهق معلميه ، ولم يتم حفظ القرآن ، فدلوه على الإمام ( الكوراني) ، ولما قابله السلطان أعطاه العصا وقال له :اضربه إذا خالف أمرك . فذهب إليه المعلم والعصا في يده ولما رآه الأمير الصغير ، لم يصدقه فضحك ، فضربه المعلم ضربا موجعا ، فأقبل الأمير فأتم حفظ القرآن في مدة وجيزة ، وأقبل على علوم السيرة والحديث والرياضيات وغيرها  ، وأطاع معلميه ، وعندما تولى الملك خلفا لأبيه ، جهز جيشا عظيما ، وتمكن من دك أسوار القسطنطينية وفتحها سنة  857 هجرية / 1453م .

لقد أدرك المسلمون في أيام مجدهم كيف يقومون صغارهم بالنصح والإرشاد والعقاب ،و مكافأة المتفوقين منهم فنجحت تربيتهم وتفوقوا في العلم عن سائر الأمم وعلموا العالم أجمع  ،الطب والكيمياء والرياضيات والجغرافيا والأدب ومختلف مناحي المعرفة .
 ============

صفحات من كتابي: (طفلي –خطوة خطوة- من ميلاده حتى بلوغه) طبعه ثانية -صدرت عن دار المعرفة للنشر- القاهرة 2012م.وصدرت طبعته الأولى بعنوان: (طفلي - يوم بيوم- من ميلاده حتى بلوغه) عن دار اليقين للنشر- العام 2009م.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق