من أبطال الإسلام:
قتيبة بن مسلم .. "فاتح بلاد ما وراء النهر."
بقلم:الطيب أديب
***************
اتسعت رقعة الخلافة الأموية في عهد الخليفة الوليد بن عبد الملك غربا وشرقا بفضل إخلاص القادة وشجاعتهم ، ومنهم القائد الشجاع قتيبة بن مسلم الباهلي، والي خراسان الذي كلفه الحجاج بن يوسف الثقفي قائد جيوش بني أمية ، وأسند إليه فتح بلاد ما وراء النهر " التركستان " ، ولبى قتيبة الأوامر وحمل راية الجهاد وعبأ قواته في مرو عاصمة إقليم خراسان ، وانطلق منها سنة 87هـ إلى الجهات الواقعة شمال نهر " جيحون " الذي يعرف اليوم باسم " نهر أموداريا " والتي كان يطلق العرب عليها بلاد ما وراء النهر، ومعظم سكانها من أصول تركية وجماعات وثنية تعبد الأصنام . وانطلق قتيبة بن مسلم بجيشه القوي فوصل إلى بلخ وهناك رحب أهل بلخ بالقائد المسلم وأحسنوا استقباله و تبعوه ، ومن بلخ انطلق إلى نهر جيحون واستقبله ملكها مرحبا وسلم إليه بلاده .
ودخل قتيبة " بيكند " التي تقع بين بخارى ونهر جيحون ودخل "الصغد" بعد أن هزم جيشها وعقد مع أهلها صلحا وأخذ عليهم عهدا بعدم الغدر وولى عليهم حاكما لكنهم غدروا به وقتلوه ، فعاد إليهم قتيبة ولقنهم درسا قاسيا لغدرهم ، وهزمهم وفتح الصغد عنوة وانطلق منها إلى بخارى ففتحها ، وانضم من أهلها إلى جيش قتيبة عدد يزيد عن عشرة آلاف مقاتل وبنا مسجدا بها عرف باسم ( جامع قتيبة ) وانطلق قتيبة إلى مدينة" خوارزم" ففتحها بدون قتال ومنها توجه إلى" سمرقند" ،وهناك وجد جيشا في انتظاره ، قاتله قتيبة قتالا شديدا وانتصر عليه وفتحها .وكان أهل سمرقند يعبدون الأصنام ويعتقدون أنها تحميهم و تدافع عن نفسها وتلحق الأذى بكل من يحاول الاعتداء عليها ، لكن قتيبة أصر على إحراقها وتحطيمها فهوت على الأرض ولم تستطع الدفاع عن نفسها، وهنا اقتنع أهل سمرقند بالإسلام وراحوا يدخلون في دين الله أفواجا . ولا يزال قتيبة بن مسلم يواصل انتصاراته الرائعة ويخلص أهالي هذه البلاد من الوثنية والشرك بالله ، فتقدم القائد المغوار إلى " فرغانة " وفتحها بعد قتال شديد ومنها إلى " كاشان " وفتحها هي الأخرى ، وكلما فتح واحدة من هذه الجهات ولى عليها حاكما من العرب ، أما إدارة شئون البلاد الداخلية فتركها لأهلها من السكان الأصليين . وتوج قتيبة بن مسلم انتصاراته الرائعة بعبور نهر " سيحون " الذي يعرف الآن بنهر " سرداريا " ، وفتح البلاد الواقعة ورائه ففتح إقليم " الشاش " الذي يعرف حاليا باسم " طشقند " بجنوب روسيا ، وتقدم إلى " كاشغر " في إقليم التركستان الصينية ففتحها سنة 96 هـ وبهذا الفتح بلغت الدولة الإسلامية حدود إمبراطورية الصين ، وأصبحت بخارى وسمرقند وغيرها من هذه المدن من أهم مراكز الحضارة الإسلامية في قلب أسيا ، وظلت مراكز إشعاع تضيء نورا ومعرفة للشرق والغرب أمدا طويلا .
*********************
من مجموعة :( من أبطال الإسلام)-مصورة للأطفال-صدرت عن شركة جنى -القاهرة 2011م.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق