السبت، 15 يناير 2011

" مدرسة الكلام "..قصة للأطفال بقلم:الطيب أديب



                        " مدرسة الكلام  " ..قصة للأطفال بقلم:الطيب أديب

في بيت صديقتنا إيمان مكتبة جميلة ، وكلما تقرأ قصة أو كتابا تحكي لأمها وأبيها وأخيها ما قرأته فيشجعها أبوها ؛ وتفرح أمها ويتهلل وجه أخيها الصغير فيقلدها في القراءة . اعتادت إيمان تصحو مبكرا تصلي الفجر وتتناول إفطارها مع أسرتها، وتخرج تنتظر صديقاتها قليلا فيتوجهن معا إلى مدرسة "السيدة عائشة أم المؤمنين الابتدائية "، القريبة من البيت. لاحظت إيمان وصديقاتها أن عددا كبيرا من التلميذات يتحدثن بصوت عال ويقاطعن بعضهن، ويضحكن بصوت مرتفع ، ويرفعن أصواتهن عند الحديث مع معلماتهن . وفي حصة التربية الدينية وبينما المعلمة تشرح لهن درس آداب الحديث ، بدت السعادة على وجه إيمان وصديقاتها ؛ فرفعت يدها واقترحت على أبله أنوار، تكوين جماعة في المدرسة اسمها ( مدرسة الكلام )، قالت المعلمة : وما سبب وأهداف هذه الجماعة يا إيمان ؟ 
قالت إيمان: لاحظت وصديقاتي أن عددا كبيرا من زميلاتي لا يلتزمن بآداب الحديث في المدرسة والشارع. فاتفقنا على تكوين هذه الجماعة لنتعلم من معلماتنا وآبائنا وأخواتنا الكبار كيف نتقن الكلام والتحاور مع الآخرين ؛ ووضعنا لجماعتنا عدة أهداف ومنها : 
• أن نتكلم بلغتنا الفصحى دون تكلف .
• أن نتمهل في كلامنا أثناء الحديث .
• أن نخاطب الناس على قدر عقولهم .
• أن نختصر في الكلام وألا نطيل .
• أن نصغي جيدا لمن يحدثنا وألا نقاطعه حتى ولو خالفنا الرأي. 
• ألا نرفع أصواتنا أثناء الكلام .
قالت المعلمة : الله ؛ ما أجمل أهداف مدرسة الكلام ؛ صفقوا معي لإيمان وصديقاتها ..!
ارتسمت الفرحة على وجه إيمان وصديقاتها ؛ وقالت المعلمة : من ستشارك في 
( مدرسه الكلام ) ؟ أسرعت تلميذات فصل 5/ 1 جميعهن يرفعن أيديهن موافقات على الاشتراك في الجماعة .
وقالت سارة :ما رأيك يامعلمتي لو صممنا مجلة حائط ، نكتب عليها أهداف جماعتنا وما نجمعه من معلومات تفيدنا لتقرأها جميع تلميذات المدرسة ؟ 
بدت السعادة على وجه أبله أنوار ، فأخرجت كراسة النشاط ، وسجلت أسماء التلميذات وفكرتهن النبيلة ، ووزعت عليهن الأدوار . وبعد أسبوع واحد علقت إيمان وزميلاتها مجلة ( مدرسة الكلام ) في قلب المدرسة . كانت المجلة منسقة ومقسمة لأشكال هندسية بديعة ، مربعات ودوائر ومستطيلات ومثلثات ، وفي كل شكل كتبت واحدة أو اثنتين من التلميذات معلومة مفيدة ، غير أن ما لفت انتباه قراء المجلة هذه الأحاديث النبوية الشريفة التي كتبتها إسراء وسلوى بخط واضح ومفهوم ، ومنها قول النبي صلى الله عليه وسلم - ( أمرنا نحن معاشر الأنبياء أن نخاطب الناس على قدر عقولهم ) .
انتشر خبر الجماعة في المدرسة،وأسرعت التلميذات للاشتراك في ( مدرسة الكلام ) ، ورحن يقرأن المجلة ويقبلن على مكتبة المدرسة ويستمعن لمعلماتهن ، وفي طابور الصباح أشادت مديرة المدرسة بجماعة ( مدرسة الكلام ) وشكرت إيمان وزميلاتها ووعدتهن بإقامة حفل رائع تقيمه المدرسة تكريما لفكرتهن النبيلة وحرصهن على تعلم ما يفيدهن ، ويفيد المدارس المجاورة التي انتقلت إليها الفكرة وأسرع تلاميذها بتبني أهداف ( مدرسة الكلام) .

==========================
صدرت  عن دار روان –القاهرة 2015م.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق