الأربعاء، 1 أبريل 2015

طفلي يتيم.. فمن يكفله .. ؟ بقلم: الطيب أديب





خطـــوة (12):

طفلي يتيم.. فمن يكفله .. ؟

بقلم: الطيب أديب

****************
اليتيم ، هو الطفل الذي فقد عائله الذي يقوم على تربيته ورعايته حتى يبلغ الرشد ويعتمد على نفسه ،وإذا بلغ الطفل رشده سقطت عنه صفة اليتم .
والطفل اليتيم يحتاج إلى تربية خاصة، ويلحق به من فقد والديه أو أحدهما بمرض مزمن أو طلاق أو سفر أو جهاد أو غيرها . 
وأهم احتياجات الطفل اليتيم الإشباع العاطفي والإحساس بالأمن ووجود بديل عن الوالدين أو أحدهما يقوم بالتوجيه والتهذيب ، كما يحتاج إلى التوافق الاجتماعي مع البيئة الجديدة وتقبّل فكرة المربي البديل . 
واليتيم يشعر بالضعف وفقدان عناصر القوة كما أنه يفقد المصدر الحقيقي للحنان ، ولذا حثَّ الإسلام على إشباع حاجاته ورتب الأجر العظيم لكل من يسدي المعروف إليه . 
وقد أوصى الإسلام بحسن رعاية اليتيم وحفظ حقوقه وقال تعالى : ( ألم يجدك يتيماً فأوى )  "سورة الضحى : 6 "
وحذر سبحانه وتعالى من الاعتداء على مال اليتيم ،فقال جل شأنه: ( إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما كأنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا ) " النساء : 10 "
ويميل اليتيم إلى الوحدة والعزلة ويحتاج للعطف عليه من المحيطين به لتعويضه بعض ما افتقده من حنان وعطف والده ، وليستطيع شق طريقه في دروب الحياة الصعبة ،وتحمل مخاطرها، ولليتيم حق في  الغذاء والمسكن والتعليم واللعب وغير ذلك  من الحقوق التي كفلها له الشرع .

كفــــالة اليتـــيم :

شرف الله تعالى اليتامى بأن جعل خير خلق الله صلى الله عليه وسلم منهم إذ مات أبوه وتركه صغيراً فكفله جده عبد المطلب بن هاشم ، ثم عمه أبو طالب ، حتى شب وكبر واشتغل  بالرعي والتجارة ، وقال عز من قائل يذكر نبيه   صلى الله عليه وسلم  بهذه المرحلة فقال : ( ألم يجدك يتيماً فأوى ) " سورة الضحى :6 "
وأوصى- صلى الله عليه وسلم - بحسن معاملة اليتيم وكفالته ،وروى الترمذي أنه -عليه الصلاة والسلام- قال : ( أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين )، وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى ، وروى الإمام أحمد وابن حبان عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال :( من وضع يده على رأس اليتيم رحمة ، كتب الله له بكل شعرة مرت على يده حسنة ).

وكفالة اليتيم ضرورة لابد منها لحمايته من الانحراف ، ولأن اليتامى قطاع عريض من المجتمع لا ينبغي تركهم بمفردهم يواجهون قسوة الحياة ، وكفالة اليتيم واجبة على الأقربين ، ويؤجر الغرباء الذين يكفلون اليتامى ويحسنون معاملتهم  ،وإذا لم يوجد كافل لليتيم وجب على الدولة أن ترعاه وتنفق عليه من خزانتها العامة حتى يتمكن من ممارسة حقوقه ، ويعتمد على نفسه ويصبح لبنة صالحة في المجتمع .
======================

 صفحات من كتابي: (طفلي –خطوة خطوة- من ميلاده حتى بلوغه)  طبعه ثانية ،صدرت عن دار المعرفة للنشر، القاهرة 2012م.وصدرت طبعته الأولى بعنوان: (طفلي - يوم بيوم- من ميلاده حتى بلوغه) عن دار اليقين للنشر،العام 2009م.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق