الأربعاء، 15 أبريل 2015

"حديقة المدرسة"-قصة للأطفال-تأليف: الطيب أديب



 "حديقة المدرسة"-قصة للأطفال


تأليف: الطيب أديب


                          ***********


أمام منزل صديقنا سالم مساحة واسعة من الأرض الفضاء ، سالم وإخوته يعشقون الأشجار ، ويعرفون أنواعها وفوائدها ، ويوفرون من مصروفهم لشراء ما يفيدهم .. اتفقوا فيما بينهم .. فأقبل سالم على ( مشتل الأشجار ) فاشترى بعضاً منها . وراحوا يجهزون الأرض ويغرسون الشتلات الصغيرة .

رجع والدهم من عمله ففرح فرحاً شديداً وسألهم : هل عرفتم فوائد الأشجار ؟ قال سالم : نعم يا أبتي ، الأشجار تمنع التلوث وتساعد على صفاء الجو .

 قال حازم : وتساعدنا على استنشاق الأكسجين النقي ، ونستظل بها من حرارة الشمس .

 قالت زينب : وتقبل عليها الطيور الجميلة فتشرح الصدور وتبهج النفوس .! في اليوم التالي رجع والدهم وهو يحمل معه أشجاراً كثيرة وساعدهم في توصيل المياه لحديقتهم الجديدة .

 تعاون الأصدقاء في تنسيقها ورشها بالماء حتى كبرت أشجارها فأقبلت الطيور الملونة الصداحة تغني فوق فروعها الفينانة فتميل لها القلوب وتطرب لها النفوس .!

 ذاع خبر "حديقة سالم" الجميلة في المدرسة ، وفي طابور الصباح هنأ مدير المدرسة الأصدقاء على فكرتهم الجميلة ومجهودهم العظيم ، ودعا زملاءهم لزيارة الحديقة ، وفي اليوم التالي عرض الأصدقاء على مدير المدرسة تنفيذ الفكرة في فناء مدرستهم .

 فرح المدير ورحب بالفكرة ، ووفر لهم الأشجار وكل ما يطلبونه .. واشترك كثير من زملائهم في تشجير المدرسة التي بدت خضراء جميلة تسر الناظرين ، وأقامت المدرسة احتفالا كبيرا كرمت فيه الأصدقاء وشكرتهم على عملهم النبيل.
=================

صدر ت مصورة في كتيب ضمن مجموعة القراءة المفيدة- دار روان -القاهرة 2004م.

الأربعاء، 1 أبريل 2015

عبد الرحمن الداخل .."صقر قريش" بقلم: الطيب أديب



من أبطال الإسلام:

عبد الرحمن الداخل .."صقر قريش"
بقلم: الطيب أديب

**********

تدهورت أحوال دولة بني أمية بعد موت آخر خلفائها العظام ، هشام بن عبد الملك ، الذي حكمها بالعدل والحكمة ورفع راية الجهاد وحافظ على ملك أجداده ، الذي امتد من حدود بلاد الصين شرقا حتى الأندلس غرباً ، وخلف هشام بن عبد الملك جيل من الأمراء أهملوا شئون الجيش وقاتل بعضهم بعضا ودبت الفتن وكثرت الخلافات فانهارت الدولة ، وزحف رجال بني العباس فأسسوا دولة جديدة ورفعوا رايتهم على  "مرو" سنة 132هـ واتخذوا من بغداد عاصمة لخلافتهم العباسية .

وقام العباسيون بقتل كل من بقي عل قيد الحياة من بني أمية ، أما عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك الذي ولد سنة 113هـ ، فاستخفى عن عيون بني العباس في بلدة صغيرة على نهر الفرات ، ولكن عيون بني العباس لحقته فطاردته خيولهم ، فأسرع هو وأخيه فنزلا في نهر الفرات وظلا يسبحان فيه، غير أن أخاه أعياه التعب فرجع للشاطئ فتلقفته جنود العباسيين وقطعوا رأسه على مرأى من أخيه عبد الرحمن الذي أسرع فعبر النهر وتخفى عن أعين بني العباس، واستطاع أن يجتاز بلاد الشام مخترقا فلسطين ومصر وبرقة .وهناك تنفس الصعداء لأول مرة ، ونزل عند أخواله بني " نفزة " من برابرة طرابلس وأقام عندهم عبد الرحمن مدة طويلة يتحين الفرص وبينما هو كذلك ، أرسلت إليه أخته " أم الإصبع " مولياه بدر وسالم يحملان معهما بعض المال والجواهر لتعينه على استكمال مهمته، فرحل معهما حتى وصل للمغرب الأقصى،وأقام فترة عند أحد شيوخ البربر، حتى نجا من مطاردة " عبد الرحمن بن حبيب " والي أفريقية من قبل العباسيين .

وظل عبد الرحمن يتحين الفرص للوصول إلى الأندلس التي مزقتها الفتن والحروب بين طوائفها المتناحرة على الملك ، وكانت الأندلس لا تزال تابعة للخلافة الأموية ، فأرسل مولاه بدرا إلى الأندلس في أواخر سنة 136هـ /753م ليستطلع له الأمر ولينشر دعوته بين أنصار بني أمية، فنزل بدر ساحل  "البيرة" وهناك رحب أنصار بني أمية بدعوة عبد الرحمن، وأرسلوا سفنهم إلى الشاطئ الآخر لتنقل عبد الرحمن من المغرب إلى جنوب الأندلس التي مزقتها الفتن، وما أن وصل عبد الرحمن الداخل إلى المنكب جنوب الأندلس حتى انضم إليه أنصار بني أمية، وراح يستولي على مدن البلاد واحدة تلو الأخرى حتى وصل قرطبة عاصمة الأندلس وهزم حاكمها العباسي ( يوسف الفهري ) سنة 141هـ/756م ،وأعلن نفسه أميرا على الأندلس التي بدأت عصرا جديدا بعد أن أخمد عبد الرحمن الفتن التي نشبت بين القبائل العربية ، وأصدر عفوا عاما عن المتخاصمين وجمع شملهم ، وبينما هو كذلك ، أرسل الخليفة أبو جعفر المنصور جيشا جرارا بقيادة العلاء بين المغيث لاسترداد الأندلس وتعيين بين المغيث واليا عليها ، فتصدى له جيش عبد الرحمن سنة 6 14هـ/761م وهزمه وقتل بن المغيث ، ولما وصل خبر هزيمة جيش العلاء بن المغيث وانتصار عبد الرحمن ، اجتمع الخليفة أبو جعفر المنصور مع أصحابه وقال لهم : اخبروني عن صقر قريش من هو ..؟
قــالوا : أمير المؤمنين الذي راض الملك ، وسكن الزلازل وقسم الأدواء، وأباد الأعداء .
قـــال : ما صنعتم شيئا  .
قــالوا : فمعــاوية .
قـــال : ولا هــــذا .
قــالوا : فعبد الملك بن مروان .
قـــال : ولا هــــذا .
قــالوا : فمن يا أمير المؤمنين ؟
قـــال : عبد الرحمن بن معاوية ، الذي عبر البحر ، وقطع القفر ، ودخل بلدا أعجميا مفردا، فمصر الأمصار ، وجند الأجناد ، ودون الدواوين ، وأقام ملكا بعد انقطاعه بحسن تدبيره وشدة شكيمته .

واستعاد عبد الرحمن الداخل ( صقر قريش ) ملك بني أمية في الأندلس واستقر في قرطبة ووحد الجيش وأنشأ الدواوين وبنا المساجد والقصور وازدهرت الحقول وانتشرت الصناعات وعبدت الطرقات وانتشر العدل في ربوعها ، وكان ينظر بنفسه في المظالم لينصف الضعيف من القوي، لأنه يعلم جيدا أن العدل أساس الملك، وأصبحت الأندلس في عهده الذي استمر ثلاثا وثلاثين سنة، واحة مزدهرة بالحقول الخضراء ومجالس العلم والأدب التي أضاءت جنبات أوربا دهرا طويلا .
 =======================
من مجموعة : ( أبطال الإسلام)-صدرت عن شركة جنى للنشر-القاهرة 2010م.



طفلي يتيم.. فمن يكفله .. ؟ بقلم: الطيب أديب





خطـــوة (12):

طفلي يتيم.. فمن يكفله .. ؟

بقلم: الطيب أديب

****************
اليتيم ، هو الطفل الذي فقد عائله الذي يقوم على تربيته ورعايته حتى يبلغ الرشد ويعتمد على نفسه ،وإذا بلغ الطفل رشده سقطت عنه صفة اليتم .
والطفل اليتيم يحتاج إلى تربية خاصة، ويلحق به من فقد والديه أو أحدهما بمرض مزمن أو طلاق أو سفر أو جهاد أو غيرها . 
وأهم احتياجات الطفل اليتيم الإشباع العاطفي والإحساس بالأمن ووجود بديل عن الوالدين أو أحدهما يقوم بالتوجيه والتهذيب ، كما يحتاج إلى التوافق الاجتماعي مع البيئة الجديدة وتقبّل فكرة المربي البديل . 
واليتيم يشعر بالضعف وفقدان عناصر القوة كما أنه يفقد المصدر الحقيقي للحنان ، ولذا حثَّ الإسلام على إشباع حاجاته ورتب الأجر العظيم لكل من يسدي المعروف إليه . 
وقد أوصى الإسلام بحسن رعاية اليتيم وحفظ حقوقه وقال تعالى : ( ألم يجدك يتيماً فأوى )  "سورة الضحى : 6 "
وحذر سبحانه وتعالى من الاعتداء على مال اليتيم ،فقال جل شأنه: ( إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما كأنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا ) " النساء : 10 "
ويميل اليتيم إلى الوحدة والعزلة ويحتاج للعطف عليه من المحيطين به لتعويضه بعض ما افتقده من حنان وعطف والده ، وليستطيع شق طريقه في دروب الحياة الصعبة ،وتحمل مخاطرها، ولليتيم حق في  الغذاء والمسكن والتعليم واللعب وغير ذلك  من الحقوق التي كفلها له الشرع .

كفــــالة اليتـــيم :

شرف الله تعالى اليتامى بأن جعل خير خلق الله صلى الله عليه وسلم منهم إذ مات أبوه وتركه صغيراً فكفله جده عبد المطلب بن هاشم ، ثم عمه أبو طالب ، حتى شب وكبر واشتغل  بالرعي والتجارة ، وقال عز من قائل يذكر نبيه   صلى الله عليه وسلم  بهذه المرحلة فقال : ( ألم يجدك يتيماً فأوى ) " سورة الضحى :6 "
وأوصى- صلى الله عليه وسلم - بحسن معاملة اليتيم وكفالته ،وروى الترمذي أنه -عليه الصلاة والسلام- قال : ( أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين )، وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى ، وروى الإمام أحمد وابن حبان عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال :( من وضع يده على رأس اليتيم رحمة ، كتب الله له بكل شعرة مرت على يده حسنة ).

وكفالة اليتيم ضرورة لابد منها لحمايته من الانحراف ، ولأن اليتامى قطاع عريض من المجتمع لا ينبغي تركهم بمفردهم يواجهون قسوة الحياة ، وكفالة اليتيم واجبة على الأقربين ، ويؤجر الغرباء الذين يكفلون اليتامى ويحسنون معاملتهم  ،وإذا لم يوجد كافل لليتيم وجب على الدولة أن ترعاه وتنفق عليه من خزانتها العامة حتى يتمكن من ممارسة حقوقه ، ويعتمد على نفسه ويصبح لبنة صالحة في المجتمع .
======================

 صفحات من كتابي: (طفلي –خطوة خطوة- من ميلاده حتى بلوغه)  طبعه ثانية ،صدرت عن دار المعرفة للنشر، القاهرة 2012م.وصدرت طبعته الأولى بعنوان: (طفلي - يوم بيوم- من ميلاده حتى بلوغه) عن دار اليقين للنشر،العام 2009م.